مدن عربية

الإسكندرية.. اسم توّج أكثر من مدينة

المحتويات

الإسكندرية.. اسم توّج أكثر من مدينة

 

 

الإسكندرية.. اسم توّج أكثر من مدينة,   عندما يأتي ذكر مدينة الإسكندرية في المجتمع العربي خاصة، فأول ما يأتي في الحسبان مدينة الإسكندرية المصرية التي تقع على البحر الأبيض المتوسط في شمال مصر، أيضًا إذا استخدمت محرك البحث غوغل سواءً باللغة العربية أو الإنجليزية فأول ما سيظهر في البحث هي اسكندرية مصر.

لكن هل جال بخاطرك يومًا أن هناك عدة مدن أخرى حول العالم تحمل نفس الاسم؟ ربما تكون معلومات جديدة على البعض أو المعظم، ولكنها حقيقة تجعلنا نتساءل: أين تقع هذه المدن التي تحمل اسم الإسكندرية؟ لماذا تحمل نفس الاسم؟ ما الذي يميز إسكندرية مصر ويجعلها متربعة على رأس قائمة مدن الإسكندرية العالمية؟ حسنًا، إذا كنت تريد معرفة الإجابات لهذه الأسئلة فتابعني في السطور التالية.

مؤسس مدن الإسكندرية

هو الإسكندر الأكبر، الملك المقدوني الشاب الطموح الذي يُضرب به المثل حتى يومنا هذا في القوة والنفوذ، فقد استطاع الإسكندر الأكبر أن يوسع حدود مملكته خارج البلقان جنوبًا حتى مصر، ووصل الى بلدان الشرق الأقصى مثل الهند خلال وقت قياسي، 13 عامًا من 336 إلى 323 قبل الميلاد.

أثناء هذه المسيرة أنشأ عدة مدن تحمل اسم الإسكندرية تيمنًا باسمه، لعدة أسباب منها أن تكون هذه المدن موطنًا للمحاربين خاصته الذين تبعوه في تلك الحروب. ويقدر عدد المدن الفعلية التى أنشأها الإسكندر بنفسه برقم تقريبي يبلغ حوالي 20 مدينة، وهناك مصادر تشير إلى أعداد مختلفة في هذا النطاق، حيث أن هناك بعض من المدن التى تحمل اسم الإسكندرية لم يكن الإسكندر نفسه من أسسها، بل إنها مدن لاقت إعجابه فغير اسمها الأصلي للإسكندرية.

هناك مدن تمت تسميتها بالإسكندرية من قبل أتباع الإسكندر، وأيضًا مدن تم إطلاق عليها لقب الإسكندرية في عدة دول حديثة مثل أمريكا، واليوم هناك ما يزيد عن 50 مدينة حول العالم تحمل اسم الإسكندرية وليست كلها من تأسيس الإسكندر الأكبر أو هو نفسه من سمّاها، لكنها تيمنًا به لا أكثر، وكانت مدن الإسكندرية بمثابة بصمة يضعها الإسكندر أينما انتصر، ربما كانت رغبةً منه في تخليد ذكراه وقد كان له ما أراد.بعض مدن الإسكندرية

هناك العديد من المدن التي سُميت بالإسكندرية في كثيرٍ من بلدان العالم فيما بعد الإسكندر الأكبر، مثل الولايات المتحدة وروسيا وكندا وإيطاليا وتركيا والبرازيل وأفغانستان وباكستان وغيرها مما أسسه الإسكندر الأكبر بنفسه إليك بعضًا منها والتفاصيل عنها.

 إسكندرية طروادة Troas

تقع إسكندرية طروادة على ساحل بحر إيجه الشرقي في دولة تركيا، وقد تأسست في عام 334 قبل الميلاد، ولكنها كانت تحمل اسمًا آخر في بداية تأسيسها، ثم تمت تسميتها بالإسكندرية في عام 301 قبل الميلاد من قبل أحد أتباع الإسكندر الأكبر.

كان لهذه المدينة مكانة رفيعة في عصرها وقد رُشحت لتكون مركزًا رئيسيًا للإدارة الرومانية في عام 12 قبل الميلاد، كما أنها رُشحت لتكون عاصمة جديدة للإمبراطورية الرومانية في عهد قسطنطين. كانت هذه المدينة عريقة ومشيّدة بشكلٍ رائع مما جعلها محل طمعٍ للكثيرين، حتى أنه تم نهب الكثير من أطلال المدينة، إلا أن بعض أنقاض المدينة مثل الحمامات والصالات الرياضية اكتُشفت في سبعينيات القرن الماضي، ولكن تم كشفها وإظهارها للعالم في عام 2009.

 إسكندرونة İskenderun

تقع هذه المدينة في تركيا على ساحل البحر المتوسط، عند المدخل الشمالي لسوريا، وقد تأسست في عام 333 قبل الميلاد، وقد ظلت هذه المدينة مزدهرة حتى القرن الثالث الميلادي.

إسكندرية أريانة Ariana

تقع في غرب أفغانستان اليوم، وتعرف اليوم باسم هرات، وتعد أول مدينة تابعة للإسكندر في أقصى شرق الإمبراطورية المقدونية. من المحتمل أنها قد تكون مدينة أرتاكوانا في الأصل، عاصمة آريا.

إسكندرية أراكوسيا Arachosia

كانت في الأصل قندهار، والتي تعد ثاني أكبر مدينة في دولة أفغانستان، وهي اليوم أحد ساحات القتال الرئيسية في الحرب في أفغانستان. على الرغم من أن موقع هذه المدينة يقع على حافة الإمبراطورية المقدونية إلا انها احتفظت بالثقافة اليونانية بعد وفاة الإسكندر لبعض الوقت.

الإسكندرية القوقازية Caucasiana

كانت تقع إسكندرية القوقاز في كابسيا في أفغانستان، شمال مدينة كابول، لتكون مركزًا للإسكندر في هندكوش عام 329 قبل الميلاد، وتم التنازل عنها للملك الهندي شاندراجوبتا موريا في عام 303 قبل الميلاد من قبل أحد خلفاء ألكسندر مقابل 500 فيل.

إسكندرية الإيسكيت Eschate

تقع هذه الإسكندرية على الحافة الشمالية لإمبراطورية الإسكندر على نهر سير داريا، وقد وصل الإسكندر إليها في عام 329 قبل الميلاد، ليخوض فيها معركة ضد القبائل السكيثية إلى الشمال والشعوب السغدية التي أحاطت بهم. تقع هذه المدينة اليوم في أقصى شمال طاجيكستان، والتي تعد ثاني أكبر مدينة بها، وتسمى خوجاند.

إسكندرية أوكسيانا Oxiana

تعرف اليوم بالاسم الأوزبكي، وهي تقع على الجانب الأفغاني من أوكسوس عبر طاجيكستان، وقد وصل إليها الإسكندر الأكبر في عام 329 قبل الميلاد، وكانت هذه المدينة مركزًا للثقافة اليونانية لمدة قرنين من الزمان.

قام علماء آثار فرنسيون بالحفر هناك بين عامي 1964 – 1978، ووجدوا كميات كبيرة من القطع الأثرية اليونانية والهندية، كما عثروا على مسرح يضم 5000 مقعد ووجدوا العديد من المعابد. كل ذلك يدل على مدى ازدهار هذه المدينة، لكن من المؤسف أنه قد تم نهب وتدمير جزء كبير من المدينة نتيجةً لحروب امتدت ثلاثة عقود.

إسكندرية مارجيانا Margiana

تقع هذه المدينة على نهر مرهب في وسط صحراء كاركوام، استوطنها البشر في عصور ما قبل التاريخ، وقد اشتُهرت بأنها كانت أكبر مدينة في العالم في منتصف القرن الثاني عشر، حيث بلغ عدد سكانها حوالي 200000 نسمة وقتها. واشتُهرت هذه المدينة بأنها مركزًا للقطن والغاز الطبيعي، كما أنها كانت مركزًا عسكريًا لروسيا في القرن التاسع عشر.

التاريخ لا يؤكد إذا كان الإسكندر الأكبر هو مؤسس هذه المدينة بنفسه أم أنها من تأسيس أحد أتباعه وأطلق عليها الإسكندرية في عام 327 او 326 قبل الميلاد، لكن هناك بعض النصوص الفارسية القديمة التي تشير إلى هذه المدينة على أنها موري Mouru إلا أنها اليوم تشتهر باسم ماري.

إسكندرية بوسيفالوس Bucephalus

أطلق عليها الإسكندر الأكبر هذا الاسم تيمنًا بحصانه بوسيفالوس، وتقع هذه المدينة على نهر جيلوم وقد تأسست في عام 326 قبل الميلاد، ويُعتقد أن الإسكندر كان يريد أن يجعل منها مركزًا تجاريًا.

إسكندرية سوسيانا Susiana

واحدة من آخر المدن التي تأسست قبل وفاة الإسكندر عام 323 قبل الميلاد وتقع في بابل، وقد شيدها الإسكندر على تلة فوق مصب نهر دجلة.

إسكندرية على نهر السند 

أسسها الإسكندر في عام 325 قبل الميلاد عند ملتقى نهر السند ونيناب، وذلك بمساعدة 10 آلاف جندي.

إسكندرية كارمانيا Carmania

تقع هذه المدينة في إيران ويُعتقد بأن الإسكندر الأكبر قام بتأسيسها في عام 324 قبل الميلاد.

الإسكندرية في مصر

وهي الأشهر بين مدن الإسكندرية على مستوى العالم، قد يكون سبب ذلك هو

مكانتها السياحية او جوها الذي سحر الإسكندر الأكبر عندما دخلها بعد وصوله

من سوريا في عام 332 قبل الميلاد. يُقال أنها كانت تسمى راكتوس، ولم يتردد

الإسكندر في تحويلها للإسكندرية، بل إنه قد صمم خريطة لها بنفسه وترك تنفيذ

هذا المخطط الى صديقه كليومينيس الذي أشرف على بنائها حسب تصور الإسكندر.

منذ ذلك الحين أصبحت الإسكندرية مركزًا تجاريًا وعسكريًا هامًا لموقعها الفريد

ولاقت اهتمام الحكام وقتها، وبالفعل أصبحت الإسكندرية عاصمة مصر.

يقال أن جثمان الإسكندر الأكبر دُفن بالإسكندرية بمصر بعد أن مات في عام 323 قبل الميلاد، إلا أنه

حتى الآن لم يتوصل أحد لمكان قبر الإسكندر وبقي يلفه الغموض، ورغم محاولة الكثيرين من علماء

الآثار العثور عليه إلّا أن محاولاتهم باءت بالفشل.

وعاش في الإسكندرية عدد هائل من الفلكيين والمؤرخين والرسامين، والعلماء والفلاسفة والرياضيين

مثل أرخميدس وإقليدس وهيباتيا.

كانت الإسكندرية المصرية تحظى باهتمام كبير من قبل العلماء والمثقفين والفلاسفة، وأقبلت عليها الوفود من جميع أنحاء العالم، خاصة بعد تأسيس مكتبة الاسكندرية التي بدأ تأسيسها الملك بطليموس الأول في عام 305

قبل الميلاد وأتم بناؤها بطليموس الثاني في عام 246 قبل الميلاد.

لا أحد يعلم كم كان عدد الكتب التي وُضعت بها، فهناك مصادر تشير إلى أنها كانت تحوي

ما يزيد عن 500000 كتاب بمختلف العلوم والفنون، وأن أنطونيو أهدى كليوباترا 200000

كتاب لتضعها في مكتبة الإسكندرية، ومن ذلك يتضح أهمية الإسكندرية الثقافية.

حتى اليوم ما زالت الإسكندرية المصرية

تحظى بمكانة رفيعة بين المدن السياحية العالمية، وقد ميزتها العديد من الأماكن

السياحية الجذابة مثل مكتبة الإسكندرية الشهيرة ومتحف الإسكندرية الدولي والذي

يحوي العديد من الآثار المصرية المميزة، كذلك قلعة قايتباي والتي بناها أحد ملوك

المماليك وهو السلطان قايتباي لحماية هذا الميناء المصري المهم، أيضًا يوجد

كورنيش الإسكندرية الذي يمتد على طول البحر المتوسط.

هناك أيضًا كوم الدكة وهو أحد المناطق الأثرية في الإسكندرية والذي يقع في

وسط المدينة، ومقبرة كوم الشقافة والتي تعد واحدة من أشهر المقابر القديمة،

وحدائق المنتزه ومسجد أبو العباس المرسي وحمام كليوباترا وغيرها من

المناطق السياحية والأثرية الجذابة التي ساعدت إسكندرية مصر أن تصبح

المدينة الأولى عندما تذكر كلمة الإسكندرية وهي أيضًا المدينة الأولى التي

ستظهر لك عندما تستخدم محرك البحث غوغل لتقرأ مقالًا مثل هذا الذي بين يديك.

السابق
كيف تم اختراع الكتابة
التالي
اللقاحات .. قصة أعظم إنجاز طبي في تاريخ البشرية

اترك تعليقاً