دين

كان العرب يرسلوا أبناءهم الى المرضعات في البادية

كان العرب يرسلوا أبناءهم الى المرضعات في البادية

المحتويات

كان العرب يرسلوا أبناءهم الى المرضعات في البادية

كان العرب يرسلوا أبناءهم الى المرضعات في الباديةكان العرب يرسلوا أبناءهم الى المرضعات في البادية

لرغبتهم في أن ينشأ أطفالهم أقوياء، شجعان،

يمتلكون من الفصاحة

، والبلاغة ما يجعلهم فوق رؤوس الناس .

نعم كان العرب يرسلوا أبناءهم الى المرضعات في البادية ، وقد كان ذلك عادة أشراف قريش، ويرجع ذلك لرغبتهم في أن ينشأ أطفالهم أقوياء، شجعان، يمتلكون من الفصاحة، والبلاغة ما يجعلهم فوق رؤوس الناس.

 

 

وتعد الرضاعة كالأخوة، فيصير المتراضعين أخوة، يفتخر كلا منهما بالآخر، خاصةً إذا كان أحدهما، أو كلاهما من سادة القوم، وأشرافه، فيصير الولد، أو الرجل واحدًا من القوم الذين استرضع فيهم، ومرضعته كأمه، حتى أن ذلك ما حدث مع النبي صلَّ الله عليه وسلم، حيث دفعوا به عند ولادته إلى مرضعات البادية لإرضاعه، وقد تشرَّفت بإرضاعه ثلاثة نسوة، بالإضافة لأمه السيدة آمنة بنت وهب.

يقول ابن القيم في زاد المعاد أن ثويبة مولاة أبي لهب قد أرضعت النبي صلَّ الله عليه وسلم أيامًا، بلبن ابنها مسروح، وفي نفس الوقت كانت ترضع معه أبا سلمة عبدالله بن عبدالأسد المخزومي، وحمزة بن عبد المطلب، وقد اختلفوا هل أسلمت، أم لم تسلم، ثم أرضعته بعد ثويبة حليمة السعدية، بلبن ابنها عبدالله، الذي يكون أخًا لأنيسة، وجذامة (الشيماء)، وهم أولاد الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي، وقد أرضعت حليمة مع النبي صلَّ الله عليه وسلم ابن عمه: (أبا سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب)، ورغم أنه أخوه من الرضاع إلا أنه كان شديد العداوة لرسول الله، ولكنه أسلم عام الفتح، وحسن إسلامه، كما أن حمزة كان عمه، وأخوه من الرضاعة.

أرسل النبي الى المرضعات في البادية

ولد النبي صلَّ الله عليه وسلم، فأرضعته والدته (آمنة بنت وهب) سبعة أيام، ولم تكمل له فترة رضاعته لأنها كانت من شريفات قريش، وقد كانت عادتهم ألا يرضعن أبنائهم، فأرسلته إلى البادية ليكمل رضاعته، ويتربى هناك كباقي أبناء الأشراف، وقد كانت أول من أرضعته بعد أمه هي (ثويبة مولاة أبي لهب بن عبد المطلب)، عم رسول الله صلّّ الله عليه وسلم، ولم ترضعه إلا أيامًأ قلائل بلبن ابنٍ لها يقال له: (مسروح)، حتى قدمت (حليمة السعدية) لتأخذه معها وتقوم بإرضاعه.

مرضعة الرسول

حليمة بنت أبي ذؤيب .

مرضعة رسول الله صلّ الله عليه وسلم هي: (حليمة بنت أبي ذؤيب)، زوجة الحارث بن عبدالعزى بن رفاعة، تنتمي لقبيلة (بني سعد بن بكر)، عرفت بكونها مرضعة الرسول رغم أنه قام بإرضاعه أكثر من سيدة لأنها من أكملت له فترة رضاعته كاملة، وقد فاض على حليمة، وبيتها بركة النبي صلَّ الله عليه وسلم، على الرغم من أنها قالت أنها لم يحملها على أخذه إلا أنها لم تجد غيره رضيعًا تأخذه، وقد أبت الكثيرات من قبلها أن ترضعنه بسبب كونه يتيمًا، ولكن بركته غلب ما كانت ترجوه، حتى أن الحليب زاد بثدياها، ورواه، وروى أخوه، وناما بعد أن شبعا، بعد أن كان ولدها يبكي لعدم شبعه من الرضاعة.

(قالت‏:‏ فلما أخذته رجعت به إلى رحلى، فلما وضعته في حجرى أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روى، وشرب معه أخوه حتى روى، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا هي حافل، فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريَّاً وشبعا، فبتنا بخير ليلة).

ظهرت الكثير من بوادر البركة التي حلَّت على حياة حليمة، وكل ماتملك في حياتها بسبب إرضاعها لخير خلق الله صلَّ الله عليه وسلم، وقد بلغ سنته الثانية، فكان غلامًا جفرًا شديدًا، شب كما لم يشب الغلمان في عمره، ونزلت به حليمة إلى أمه، وقد كانت لا تريد تركه، فقالت لأمه أنها تخشى عليه من وباء مكة، فسمحت لها أن تعود بالغلام الذي جلب لبيتها البركة.

مقاصد إرسال العرب أبناءهم الى المرضعات في البادية

كان أشراف العرب يرسلون أبنائهم إلى البادية لما يأتي:

  • حتى يكملوا فترة رضاعتهم.
  • يستفيدوا من الهواء النقي، ويلعبوا، ويمرحوا في الفيافي الواسعة.
  • حتى يتمتعون بصحة بدنية، ونفسية سليمة.
  • تربية طفل قوي وشجاع.
  • كي يتعلمون اللغة العربية الفصيحة.

لأن في البادية لا تختلط اللغة العربية بغيرها من اللغات الأخرى

، ولا عجب من اهتمامهم باللغة العربية التي أنزل الله سبحانه وتعالى

بها القرآن الكريم، ليكون معجزًا بلغتهم التي أتقنوها، واعتزوا بها.

اهتمت الأسرة العربية القديمة بتنشئة الأطفال نشأة سليمة،

كانوا يهدفون لتربية طفل قوي، شجاع، لديه شخصية قوية، بالإضافة

للقيم الأخلاقية، والآداب الإجتماعية الراقية، ويظهر اهتمام العرب

بخصال أبنائهم في وصاياهم، يقول حاتم الطائي لابنه عدي:

(أي بني إن رأيت أنّ الشَّر يتركك إن تركته فاتركه)،

وهي كلمات قليلة، ولكنها تحمل في طياتها الكثير من المعاني الحسنة، والحكمة العميقة.

 

 

وقال الزبرقان بن بدر لإبنته عند زواجها: (كوني له أمة يكن لك عبداً)، فقد كانت نصائهم قصيرة قريبة من القلب، والعقل، تلخِّص خبرتهم العظيمة في الحياة، وترسم الطريق لأبنائهم من بعدهم، ليسيروا على دربهم، ويكتسبوا من الأخلاق الحميدة ما يرفع شأنهم في وسط القبائل الأخرى.

السابق
متى انتهى عصر الجواري
التالي
ما هي قوانين الكرة الطائرة

اترك تعليقاً