انترنت

ماذا حدث لخدمات فيسبوك؟ السبب الحقيقي لانقطاعها لمدة 6 ساعات!

المحتويات

ماذا حدث لخدمات فيسبوك؟ السبب الحقيقي لانقطاعها لمدة 6 ساعات!

 

 

عادت خدمات فيسبوك إلى العمل بعد انقطاع دام ست ساعات ، وكثرت الشائعات حول سبب انقطاعها، حيث أصاب هذا العطل أشهر مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتعطل كافة خدماته، كذلك الواتساب والانستغرام وهذا الانقطاع هو أطول انقطاع تعرضت له خدمات فيسبوك حتى الآن.

كانت البداية مع واتساب حيث كان أول تطبيق يتعرض للتعطّل والذي بدأ في الظهور لنسخة واتساب ويب، والذي ظهر في عدم القدرة على استقبال أو الرد على أي رسالة، وتبعه بعد ذلك بلحظات قليلة كل من تطبيق واتساب، فيسبوك وإنستغرام.

تسبب هذا الانقطاع في توجه المستخدمين إلى بدائل أخرى والتي تمثلت في تويتر، تيليجرام، سيجنال وتيكتوك حيث تعرضت المنصتين لزيادة مفاجئة في عدد المستخدمين النشط.

ليست هذه أول مرة التي نشهد فيها انقطاع خدمات فيسبوك بشكل كامل، حيث تعرضنا لذلك من قبل في تاريخ 19 مارس 2021، ولكن لم يستغرق العطل حينها هذا الوقت الطويل الذي استغرقه هذه المرة، والذي يعتبر الأكبر في تاريخ الشركة منذ تأسسها!

أسباب انقطاع خدمات فيسبوك بالكامل:

كثرت الشائعات حول المشكلة؛ ولكن السبب الأكثر تداولًا هو خلل في ما يسمى ببروتوكول البوابة (BGP) وهو بدوره المسؤول عن إرسال البيانات من شخص إلى شخص آخر بأسرع الطّرق، ومثال لذلك إذا كان لدينا شخص موجود في مصر يدخل لموقع موجود في الأرجنتين فيتم إيصاله إلى الموقع المطلوب بواسطة بروتوكول BGP، وهذا البروتوكول لديه نقاط ضعف لاختراقه والتحكم به.

حسب التصريح الرسمي لـ “دوغ ماردوري” مدير وكالة “kintlik” المختصة في تحليل الإنترنت، والذي قال إنّ موظف داخل شركة فيسبوك قام بتحديث سجلات الشركة الخاصة ببروتوكول BGP فأدى هذا التحديث إلى ضياع كامل السّجلات التي تخبرنا بوجود خدمات فيسبوك على عنوان IP، بمعنى آخر، لو طلبنا أن ندخل إلى فيسبوك أثناء فترة الانقطاع فلن نجد عنوان IP أو DNS الخاص بالشركة، مما تسبب في اختفاء شبكة التواصل الاجتماعي الأضخم لهذه الفترة الطويلة.

ونتيجة لهذا الخطأ الفاضح من شركة فيسبوك، فقد انتشرت مزحات بين المستخدمين الذين حاولوا عرض نطاق “فيسبوك” للبيع.

لم يقتصر الانقطاع على المستخدمين فقط، بل وداخل شركة فيسبوك أيضًا

المشكلة لم تقتصر على المستخدمين العاديين بل أصبح الموظفون داخل مبنى فيسبوك غير قادرين على التواصل مع بعضهم، عن طريق الخدمات الداخلية كـ الإيميلات لأن تلك الخدمات مبنية على نفس أسماء النطاق الذي اختفى بالكامل، بل وحتى البطاقات المستخدمة للدخول إلى المباني داخل الشركة أصبحت معطلة.

وأضاف “ماردوري” قائلًا إنه من الواضح أن مسارات DNS التي ينتجها الفيسبوك تم نسخها، حيث يعد DNS عنصرًا أساسيًا لتوجيه حركة المرور عبر الإنترنت، فهو يترجم عنوان الفيسبوك إلى عنوان IP وفي حال اختلاف تلك السجلات لا يمكن العثور عليها، وجاء تأكيد العديد من الخبراء أن المشكلة في فشل الـ DNS واعتباره الجاني المحتمل.

لا، لم يتم تسريب بيانات المستخدمين في فيسبوك

انتشرت الشائعات عن تسريب بيانات أكثر من مليار ونصف مستخدم في فيسبوك وقد نفت الشركة هذا الأمر تمامًا، ولم يتم أيضًا اختراق المنصة بواسطة طفل صيني في الثالثة عشر من عمره، وإنما السبب الحقيقي لانقطاع خدمات الشركة هو ما وضحناه سابقًا.

هل تعمدت فيسبوك قطع خدماتها لهذه المدة الطويلة؟

إن فيسبوك تمر بفترة عصيبة، فلا يقتصر الأمر على انقطاع الخدمة لمدة ست ساعات وحسب، بل تقف الشركة أمام مشكلة أخرى تصل للكونجرس الأمريكي والذي يعتقد البعض أن الأمرين مرتبطين ببعضهما البعض.

حيث تتعرض فيسبوك لأزمة أخرى تتمثل في تسريب مستندات سرية داخل الشركة لصحيفة “Wall Street” والتي تكشف عن وعي الشركة بالأضرار التي تسببها خدماتها وتأثيرها السلبي على المراهقين.

حيث أوضحت عالمة البيانات السابقة في فيسبوك “فرنسيس هوغن” في أحد برامج التلفاز أنها المسؤولة عن هذه التسريبات وأكدت أن فيسبوك تفضل الربح المادي على سلامة المستخدمين، حيث لا تهتم الشركة سوى بقضاء أكبر وقت ممكن على تلك المنصة بواسطة المستخدمين، حتى لو كان ذلك على حساب نشر الكراهية والعنف، فإن جميع العاملين بالشركة بما فيهم الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، لا يهتمون البتة، كما تؤكد هوغن أنه في كل مرة تم وضع أرباح الشركة في كفة وسلامة المستخدمين في كفة أخرى، يتم دائمًا التضحية بالكفة التي لا تدخل ربحًا للشركة.

ذكرت هوغن في تغريدات على تويتر أنها سوف تدلي بشهادتها أمام الكونغرس الأمريكي في الأسبوع القادم وستقدم جميع المستندات الداخلية التي استطاعت تسريبها، والذي من المتوقع أنه سيسبب مشاكل كبيرة للشركة، لنتفاجأ بعدها بتعطل خدمات فيسبوك لهذه المدة الطويلة، فهل تحاول فيسبوك حذف أي أدلة تثبت التهم الموجهة إليها؟

تراجع ثروة مارك زوكربيرغ بما يقارب سبعة مليار دولار

نتيجة لهذا الانقطاع الطويل لجميع خدمات فيسبوك، انخفضت ثروة مارك بمقدار سبعة مليار دولار بساعات قليلة ليتراجع لسادس أغنى رجل في العالم حسب منصة فوربس، كما سجلت فيسبوك تراجعًا بنسبة 5,63% خلال فترة الانقطاع.

بعد حل المشكلة قدم المهندسون التقنيون في الشركة اعتذارهم قائلين: “لقد عملنا بجد لاستعادة الوصول إلى تطبيقاتنا وخدماتنا ويسعدنا الإبلاغ عن عودتها للعمل عبر الإنترنت”، مؤكدين عدم اختراق بيانات المستخدمين نتيجة هذا الانقطاع.

في نهاية هذا المقال نسأل أنفسنا، هل حان الوقت لفيسبوك بناء بنية تحتية أكثر مرونة لخدماتها؟

نعم يجب على الشركة إعداد بنية تحتية أكثر قوة فما فائدة منصات التواصل إذا فقدناها جميعًا مرة واحدة. وتلك المشكلة التي حصلت بسبب استحواذ الشركة على مجموعة كبيرة من الخدمات، والتي تعمل على دمجها تحت مفهوم المركزية أو Centralization، ساهمت في تعطل الخدمات بشكل كامل عن تطبيقات التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يحصل ذلك مع أي شركة أخرى أو خدمة ثانية.

السابق
مدرّس رياض الأطفال: كيف تصبح معلّماً مؤهّلاً ومستعداً لهذه المرحلة
التالي
كيف تخطط تخطيطا ذكي

اترك تعليقاً