ضغط الدم

ما هو العلاج المناسب لارتفاع ضغط الدم

المحتويات

ما هو العلاج المناسب لارتفاع ضغط الدم

نظرة عامة يمكن تعريف ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)

على أنَّه ارتفاع الضغط الحاصل على جدران الشرايين عن المعدَّل الطبيعي،

وهو الضغط الناجم عن قوَّة دفع الدم في الشرايين أثناء انتقاله في الجسم،

ويتم التعبير عن ضغط الدم من خلال قراءة ضغط الدم الانقباضي (بالإنجليزية:

Systolic blood pressure)، وضغط الدم الانبساطي (بالإنجليزية: Diastolic blood pressure)،

إذ يُعبِّر ضغط الدم الانقباضي عن الضغط في الشرايين أثناء انقباض عضلة القلب،

أما بالنسبة لضغط الدم الانبساطي فيُعبِّر عن الضغط في الشرايين أثناء انبساط عضلة القلب،

ويعتمد تحديد العلاج المناسب لارتفاع ضغط الدم على عدَّة عوامل مختلفة لذلك يتم اعتماد النهج

المتعدِّد في العلاج، كما قد يتم اعتماد علاج فردي لبعض الحالات التي يكون فيها الشخص مصاباً

ببعض المشاكل الصحيَّة الأخرى، مثل مرض السكَّري، وارتفاع الكولسترول في الدم، وأمراض القلب

المختلفة، مع مراعاة عدم تأثير هذه العلاجات في الحياة اليوميَّة للشخص المصاب، ومصاحبتها لأقلِّ

قدر ممكن من الآثار الجانبيَّة، وقد يشمل علاج ارتفاع ضغط الدم إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة

واستخدام خافضات ضغط الدم (بالإنجليزية: Anti-hypertensive drug).

ولمعرفة المزيد عن ارتفاع ضغط الدم يمكن قراءة المقال الآتي:

(ارتفاع ضغط الدم أسبابه وعلاجه والوقاية منه).

آلية تحديد العلاج المناسب لارتفاع ضغط الدم يقسم ضغط الدم إلى أربع فئات مختلفة يمكن بيانها في

ما يأتي:[٣] ضغط الدم الطبيعي: يُعدُّ ضغط الدم طبيعيّاً في حال عدم تجاوز ضغط الدم الانقباضي 120

ملم زئبقي، والضغط الانبساطي 80 ملم زئبقي. ضغط الدم المرتفع: (بالإنجليزية:

Elevated blood pressure) وهي المرحلة التي يرتفع فيها ضغط الدم عن المعدَّل الطبيعي بنسبة

بسيطة بحيث يتراوح ضغط الدم الانقباضي بين 120-129 ملم زئبقي، ولا يزيد ضغط الدم الانبساطي

عن 80 ملم زئبقي، ويعتمد العلاج في هذه المرحلة على إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة فقط،

ولا يُنصَح باستخدام أحد خافضات ضغط الدم.

المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم:

(بالإنجليزية: Stage 1 hypertension) يتراوح ضغط الدم الانقباضي في هذه المرحلة بين 130-139

ملم زئبقي، بينما يتراوح ضغط الدم الانبساطي بين 80-89 ملم زئبقي، وقد يتم الاكتفاء بإجراء بعض

التغييرات على نمط الحياة في هذه المرحلة، خصوصاً في حال عدم وجود عوامل خطر للإصابة بأحد

أمراض القلب، لكن قد يجد البعض أنَّهم بحاجة إلى تقليل مستويات ضغط الدم لديهم إلى مستويات

أكثر صحَّة، لذلك قد يلجأ الطبيب إلى وصف أحد أنواع أدوية الضغط.

المرحلة الثانية من ارتفاع

ضغط الدم: تُعبِّر المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Stage 2 hypertension) عن ارتفاع

أكثر شدَّة في ضغط الدم، إذ يرتفع ضغط الدم الانقباضي إلى 140 ملم زئبقي أو كثر، وضغط الدم

الانبساطي إلى 90 ملم زئبقي أو أكثر، وفي الغالب يحتاج الشخص المصاب في هذه المرحلة إلى

استخدام العلاجات الدوائيَّة بالإضافة إلى إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ

العلاجات المتَّبعة في مراحل ارتفاع ضغط الدم المختلفة سوف يتم شرحها بالتفصيل في الفقرات

الآتية في المقال.

تغييرات أنماط الحياة للحدِّ من ارتفاع ضغط الدم توجد مجموعة من التغييرات

التي يمكن إجراؤها على نمط الحياة للمساعدة على الحدِّ من ارتفاع ضغط الدم، أو الوقاية منه ومن

تطوُّر المضاعفات الصحيَّة التي قد تصاحبه، ويمكن إجراء هذه التغييرات في حال البدء باستخدام

خافضات ضغط الدم أيضاً، كما قد يساعد إجراء هذه التغييرات في المراحل الأولى من الكشف عن

الإصابة بارتفاع ضغط الدم على منع تطوُّر الحالة إلى المرحلة التي يحتاج فيها الشخص إلى استخدام

الأدوية،

وفي ما يأتي بيان لبعض التغييرات التي يمكن إجراؤها للحدِّ من ارتفاع ضغط

الدم:الإقلاع عن شرب الكحول والتدخين. ممارسة تقنيات وتمارين التخفيف من التوتُّر والقلق النفسي

مثل التأمُّل (بالإنجليزية: Meditation). ممارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام، كممارسة التمارين الهوائيَّة

لمدَّة لا تقلُّ عن 30 دقيقة يوميّاً، مثل المشي، والسباحة، وركوب الدراجة. الحرص على المحافظة

على الوزن المثالي، أو تخفيف الوزن في حال المعاناة من السُّمنة، أو الوزن الزائد. الحرص على الحدِّ

من تناول الملح لما له من تأثير كبير في نسبة ضغط الدم للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم،

ويمكن ذلك من خلال خفض كميَّة الملح المضاف إلى الطعام قدر الإمكان، وتجنُّب تناول اللحوم

المصنَّعة والأطعمة المعلَّبة، إذ يتم استخدام الملح كإحدى المواد الحافظة لهذه الأطعمة. اتباع نظام

غذائي صحِّي غني بالألياف والحبوب الكاملة والدهون غير المشبعة، مع الحرص على الحدِّ من تناول

الدهون المشبعة، كما يوصى بتناول خمس حصص على الأقلِّ من الفاكهة والخضروات الطازجة يوميّاً.

تناول الأطعمة الغنيَّة بالحمض الدهني الأوميغا-3 (بالإنجليزية: Omega 3) مثل المكسرات والأسماك،

لما له من دور مهم في صحَّة القلب والأوعية الدمويَّة. الحدُّ من تناول المشروبات التي تحتوي على

مادة الكافيين (بالإنجليزية: Caffeine)، مثل القهوة والشاي وبعض المشروبات الغازيَّة.

علاج ارتفاع

ضغط الدم دوائيّاً تُعرَف الأدوية المستخدمة في علاج ضغط الدم المرتفع بخافضات ضغط الدم،

وتوجد العديد من الأدوية والمجموعات الدوائيَّة المختلفة التي تندرج ضمن خافضات ضغط الدم والتي

تتبع آليّات مختلفة لخفض ضغط الدم، لذلك توجد العديد من الخيارات العلاجيَّة التي تناسب جميع

حالات ارتفاع ضغط الدم تقريباً، ويعتمد تحديد العلاج المناسب بشكلٍ كبير على التواصل والتعاون

المستمرِّ بين الشخص المصاب والطبيب المعالج، والالتزام بالخطَّة العلاجيَّة الموصوفة من قِبَل

الطبيب، كما يعتمد تحديد العلاج المناسب للشخص على مبدأ التدريج والتجريب أو التسلسل، لذلك

يبدأ الطبيب باستخدام أحد أنواع الأدوية وفي حال عدم الاستجابة للعلاج أو عدم استعادة الضغط

المناسب للدم يستبدل الطبيب الدواء المستخدم بدواء آخر، وتُعرَف هذه الطريقة بالنهج المتسلسل،

أو قد يضيف الطبيب دواءً علاجيّاً آخر للخطَّة العلاجيَّة،

وتُعرَف هذه الطريقة بالنهج التدريجي، وقد يبدأ الطبيب باتباع خطَّة علاجيَّة تعتمد على استخدام نوعين

من خافضات ضغط الدم منذ البداية في بعض الحالات، مثل التي يكون فيها ضغط الدم يزيد عن

140/90 ملم زئبقي،[٨] وتجدر الإشارة إلى أنَّه في بعض الحالات قد يتم دمج نوعين من الأدوية ضمن

حبَّة دواء واحدة للمساعدة على خفض عدد الأقراص الدوائيَّة التي يحتاجها الشخص يوميّاً،

وللمساعدة على تذكُّر تناول الدواء، أو خفض سعر الدواء في بعض الحالات،

وتوجد مجموعة من العوامل التي قد تؤثِّر في تحديد الدواء المناسب لحالة الشخص المصاب بارتفاع

ضغط الدم يمكن بيان بعض منها فيما يأتي:

شدَّة ارتفاع ضغط الدم. الآثار الجانبيَّة المحتملة التي قد تصاحب استخدام الدواء.

جنس الشخص المصاب وعرقه وعُمُره.

معاناة الشخص المصاب من بعض المشاكل الصحيَّة الأخرى مثل ارتفاع الكولسترول في الدم،

ومرض السكَّري. سعر الدواء والحاجة إلى إجراء تحاليل دوريَّة لمراقبة بعض الآثار الجانبيَّة للدواء.

مدرات البول يقوم مبدأ عمل مدرَّات البول (بالإنجليزية: Diuretics) على مساعدة الجسم على التخلُّص

من كمِّيات أكبر من الماء وعنصر الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium)، إذ تزيد معظم أنواع مدرَّات البول من

قدرة الكلى على التخلُّص من الصوديوم مع البول، وبسبب قدرة الصوديوم على سحب الماء من

الجسم يؤدِّي ذلك أيضاً إلى التخلُّص من الماء الزائد، وخفض حجم الدم في الأوعية الدمويَّة وبالتالي

خفض ضغط الدم، وتوجد ثلاثة أنواع رئيسيَّة مختلفة من مدرَّات البول كلٌّ منها يعمل على جزء مختلف

من الكلى، وهي مدرَّات الثيازيد (بالإنجليزية: Thiazide) مثل دواء كلورتاليدون (بالإنجليزية:

Chlortalidone)، ودواء هيدروكلورثيازيد (بالإنجليزية: Hydrochlorothiazide)، ومدرَّات البول العرويَّة

(بالإنجليزية: Loop diuretics) مثل دواء الفيوروسيميد (بالإنجليزية: Furosemide)، ودواء توراسيميد

(بالإنجليزية: Torasemide)، ومدرَّات البول المستبقية للبوتاسيوم (بالإنجليزية:

Potassium Sparing Diuretics) مثل دواء السبيرونولاكتون (بالإنجليزية: Spironolactone)، وقد يتوفَّر

نوعان من مدرَّات البول ضمن حبَّة دواء مدمجة في بعض الحالات، كما تتوفَّر بعض الأدوية التي تحتوي

على أحد أنواع مدرَّات البول مع أحد خافضات ضغط الدم الأخرى ضمن حبَّة دواء واحدة.

مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتينسن ينتج مركَّب الأنجيوتينسن II (بالإنجليزية: Angiotensin II)

طبيعيّاًً في الجسم، ويُسبِّب تضيُّق الأوعية الدمويَّة،

والذي بدوره يؤدِّي إلى ارتفاع ضغط الدم،

لذلك قد يتم استخدام مثبِّطات الإنزيم المحول للأنجيوتينسن (بالإنجليزية: ACE inhibitor) في علاج

ضغط الدم المرتفع، إذ تساعد هذه الأدوية على الحدِّ من إنتاج مركَّب الأنجيوتينسن II في الجسم،

وبالتالي يؤدِّي إلى استرخاء الأوعية الدمويَّة وخفض ضغط الدم،

وتضمُّ هذه المجموعة الدوائيَّة العديد

من الأدوية المختلفة مثل دواء كابتوبريل (بالإنجليزية: Captopril)،

ودواء إنالابريل (بالإنجليزية:

Enalapril)، وداء سيلازابريل (بالإنجليزية: Cilazapril)،

ومن الجدير بالذكر أنَّ مثبِّطات الإنزيم

المحول للأنجيوتينسن تستخدم في علاج عدد من الأمراض المختلفة الأخرى، فقد تتم إضافتها للخطَّة

العلاجيَّة لمرض السكَّري، وأمراض الكلى لقدرتها على الحدِّ من الضرر الحاصل على الكلى،

بالإضافة إلى الحدِّ من خطر الإصابة بالجلطة الدماغيَّة (بالإنجليزية: Stroke)، والنوبة القلبيَّة

(بالإنجليزية: Heart failure)، كما تستخدم هذه الأدوية في علاج معظم أمراض القلب المختلفة بسبب

قدرتها على خفض الجهد الحاصل على القلب، وخفض ضغط الدم، وبالتالي منع تقدُّم المرض.

حاصرات مستقبلات بيتا تُثبِّط حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: β-Blockers) عمل هرمون

الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline)، أو كما يُعرَف أيضاً بالإبينفرين (بالإنجليزية: Epinephrine)، وقد

يقتصر تأثير هذه الأدوية في القلب بشكلٍ رئيسي أو قد تؤثِّر في القلب والأوعية الدمويَّة معاً، مما

يؤدِّي إلى توسُّع الأوعية الدمويَّة وخفض سرعة وقوَّة نبضات القلب، وبالتالي انخفاض ضغط الدم، ومن

الأمثلة على حاصرات مستقبلات بيتا دواء أتينولول (بالإنجليزية: Atenolol)، ودواء لابيتالول (بالإنجليزية:

Labetalol)، ودواء بيسوبرولول (بالإنجليزية: Bisoprolol)، ومن الجدير بالذكر أنَّ حاصرات مستقبلات

بيتا يتم استخدامها في علاج العديد من المشاكل الصحيَّة الأخرى أيضاً مثل أمراض القلب المختلفة،

ومنها عدم انتظام ضربات القلب وقصور القلب الاحتقاني (بالإنجليزية: congestive heart failure)،

وصداع الشقيقة أو الصداع النصفي (بالإنجليزية: Migraines)، والرجفة، وفرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة

(بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، والماء الأزرق في العين أو الغلوكوما (بالإنجليزية: Glaucoma).

مضادات مستقبلات الأنجيوتينسن تُثبِّط مضادَّات مستقبلات الأنجيوتينسن II (بالإنجليزية:

Angiotensin II receptor blockers) واختصاراً ARBs مستقبلات مركَّب الأنجيوتينسن II بشكل

مباشر، مما يؤدِّي إلى استرخاء الأوعية الدمويَّة، وخفض الجهد الحاصل على القلب، وخفض ضغط

الدم، وتستخدم هذه الأدوية في علاج بعض المشاكل الصحيَّة الأخرى أيضاً والتخفيف من الأعراض

المصاحبة لها، مثل الفشل القلبي، ومرض الكلى المزمن (بالإنجليزية: Chronic kidney diseases)،

وفشل الكلى لدى الأشخاص المصابين بمرض السكَّري،

ومن هذه الأدوية دواء لوسارتان (بالإنجليزية:

Losartan)، ودواء فالسارتان (بالإنجليزية: Valsartan)، ودواء كانديسارتان (بالإنجليزية:

Candesartan).

حاصرات قنوات الكالسيوم تُثبِّط أدوية حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية:

Calcium Channel Blockers) عمليَّة دخول عنصر الكالسيوم إلى عضلة القلب وعضلات جدران الأوعية

الدمويَّة، مما يؤدِّي إلى خفض قوَّة ضخِّ الدم من القلب، واسترخاء الأوعية الدمويَّة، وسهولة عبور الدم

من خلالها، مما يؤدِّي إلى انخفاض ضغط الدم، ومن هذه الأدوية دواء أميلوديبين (بالإنجليزية:

Amlodipine)، ودواء ديلتيازيم (بالإنجليزية: Diltiazem)، ودواء فيلوديبين (بالإنجليزية: Felodipine)،

وتستخدم حاصرات قنوات الكالسيوم أيضاً في علاج بعض الاضطرابات الصحيَّة الأخرى أيضاً، مثل

الذبحة الصدريَّة (بالإنجليزية: Angina)، واضطراب النظم القلبي (بالإنجليزية: Arrhythmia)،

وظاهرة رينود (بالإنجليزية: Raynaud’s phenomenon)، وهي عبارة عن مشكلة صحيَّة متمثِّلة

بانخفاض التروية الدمويَّة عن بعض أجزاء الجسم نتيجة انقباض الأوعية الدمويَّة بشكل غير طبيعي

بسبب التعرُّض للتوتُّر، أو الاضطراب العاطفي، أو الطقس البارد، وتؤثِّر هذه الظاهرة بشكل رئيسي

في أصابع اليدين، بالإضافة إلى بعض أجزاء الجسم الأخرى في بعض الحالات مثل الركبتين، والأنف،

والأذنين، وأصابع القدم.

أدوية أخرى توجد مجموعة من الأدوية الأخرى التي قد تستخدم

لعلاج ضغط الدم المرتفع في بعض الحالات، وفي ما يأتي بيان لبعض منها:

حاصرات مستقبلات ألفا: (بالإنجليزية: Alpha blockers) تحدُّ هذه الأدوية من النبضات العصبيَّة، مما

يؤدِّي إلى استرخاء الأوعية الدمويَّة وسهولة عبور الدم من خلالها. موسعات الأوعية الدمويَّة:

(بالإنجليزية: Vasodilators) كما يدلُّ اسم هذه الأدوية فإنَّها تساعد على توسُّع الأوعية الدمويَّة

وتسهيل تدفُّق الدم من خلالها مما يساعد على خفض ضغط الدم. الأدوية مركزيَّة المفعول:

(بالإنجليزية: Centrally acting agents) تُثبِّط هذه الأدوية بعض الإشارات العصبيَّة من الدماغ إلى

الأعصاب المسؤولة عن انقباض الأوعية الدمويَّة وزيادة سرعة نبض القلب،

مما يؤدِّي إلى استرخاء

الأوعية الدمويَّة، وانخفاض سرعة نبض القلب، وبالتالي انخفاض ضغط الدم.

مثبِّطات الرينين: يؤدِّي استخدام مثبِّطات الرينين (بالإنجليزية: Renin inhibitors) إلى توسُّع الأوعية

الدمويَّة واسترخائها، مما يُسهِّل تدفُّق الدم عبر الأوعية الدمويَّة من خلال تثبيط إنزيم مسؤول عن

تنظيم ضغط الدم يُعرَف بالرينين.

الآثار الجانبية لأدوية ارتفاع الضغط إنَّ في معظم الحالات لا

تصاحب استخدام خافضات ضغط الدم آثار جانبيَّة مزعجة،

وإن ظهرت بعض الآثار الجانبيَّة في عدد من الحالات فغالباً ما تقتصر على بعض الآثار الجانبيَّة الخفيفة،

وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ استخدام بعض الأدوية والمكمِّلات الغذائيَّة أثناء استخدام خافضات ضغط

الدم قد يؤدِّي إلى حدوث اضطراب في ضغط الدم وظهور بعض الآثار الجانبيَّة، ومن هذه الأدوية

مضادَّات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants)، لذلك يجب الحرص على استشارة الطبيب قبل

استخدام أيٍّ من المكمِّلات الغذائيَّة والأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبيَّة في حال الإصابة بارتفاع

في ضغط الدم،

أما بالنسبة للآثار الجانبيَّة التي قد تصاحب استخدام بعض خافضات ضغط الدم

فيمكن ذكر بعض منها كما يأتي:

الدوخة في بعض الحالات عند استخدام مضادَّات مستقبلات

الأنجيوتينسن. السعال في بعض الحالات عند استخدام مثبِّطات الإنزيم المحول للأنجيوتينسن.

الإمساك، واحمرار الوجه، والدوخة، وانتفاخ الكاحلين في بعض الحالات عند استخدام حاصرات قنوات

الكالسيوم. برودة الأطراف، واضطراب النوم، والإرهاق، والضعف الجنسي في بعض الحالات عند

استخدام حاصرات مستقبلات بيتا. زيادة شدَّة مرض النقرس (بالإنجليزية: Gout) في بعض الحالات

القليلة جداً عند استخدام مدرَّات البول لدى الأشخاص المصابين به، أو التسبُّب بهبَّة النقرس، بالإضافة

إلى المعاناة من ضعف الانتصاب لدى البعض. تجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب في حال

ظهور أحد الآثار الجانبيَّة المصاحبة لاستخدام أدوية ارتفاع ضغط الدم، والذي بدوره قد يلجأ إلى تعديل

الجرعة الدوائيَّة أو استبدال الدواء، مع التأكيد على ضرورة تجنُّب التوقُّف عن استخدام الدواء أو تغيير

جرعة الدواء دون استشارة الطبيب.

علاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم يمكن تعريف ارتفاع ضغط

الدم المقاوم (بالإنجليزية: Resistant hypertension) على أنَّه ارتفاع في ضغط الدم عن المعدَّل

الطبيعي وعدم القدرة على السيطرة عليه على الرغم من العلاج الطبِّي المكثَّف، وفي هذه الحالة قد

يجري الطبيب عدداً من الاختبارات التشخيصيَّة للكشف عن وجود مشكلة صحِّية أخرى أدَّت إلى ارتفاع

ضغط الدم، فقد يجري الطبيب بعض الاختبارات التصويريَّة للكشف عن وجود تضيُّق في الأوعية

الدمويَّة، أو اضطراب في الغدَّة الكظريَّة (بالإنجليزية: Adrenal gland)، بالإضافة إلى بعض التحاليل

للكشف عن اضطراب نسبة بعض الهرمونات، وتحليل وظائف الغدَّة الدرقيَّة لما قد يكون للإصابة بقصور

الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Hypothyroidism) من دور في مقاومة ضغط الدم المرتفع للعلاج، وقد يتم

إجراء فحص للكشف عن الإصابة بانقطاع النفس النومي (بالإنجليزية: Sleep apnea)، وهو عبارة عن

اضطراب يؤدِّي إلى انسداد المجاري الهوائيَّة العلويَّة بشكل جزئي أو كلِّي أثناء النوم وانقطاع النفس

بشكل متكرِّر،

ولوصف ارتفاع ضغط الدم بالمقاوم يجب تحقيق كلٍّ من الشروط الآتية:

استخدام ثلاثة أدوية ضغط مختلفة بأعلى جرعة ممكنة. أن يكون أحد الأدوية المستخدمة من مجموعة

مدرَّات البول. عدم القدرة على الوصول إلى الحدِّ المطلوب من ضغط الدم. الحاجة إلى إضافة دواء رابع

أو أكثر للسيطرة على ضغط الدم. يعتمد علاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم على استجابة الشخص للعلاج

وقدرته على تحمُّل الأدوية المختلفة، والمشاكل الصحِّية الأخرى التي يعاني منها، وقد يشمل العلاج

إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة، وإيجاد مجموعة الأدوية المناسبة والجرعات الدوائيَّة المناسبة

لحالة الشخص، وعلاج المشاكل الصحِّية الأخرى التي قد تؤثِّر في معدَّل ضغط الدم.

علاج ارتفاع

ضغط الدم الخبيث يُعدُّ ارتفاع ضغط الدم الخبيث (بالإنجليزية: Malignant hypertension) أحد

الاضطرابات الصحِّية التي تستدعي التدخُّل الطبِّي الطارئ، وهو الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم بما

يزيد عن 180/120 ملليمتر زئبقي، مما قد يؤدِّي إلى تضرُّر بعض الأعضاء في الجسم، وتعطى الأدوية

الخافضة لضغط الدم في هذه الحالة في غرفة الطوارئ عن طريق الوريد، وبعد هبوط ضغط الدم إلى

المعدَّل الآمن يصف الطبيب خافضات ضغط الدم الفمويَّة، وقد تحدث الإصابة بارتفاع ضغط الدم الخبيث

نتيجة عدم الانتظام في الخطَّة العلاجيَّة لارتفاع ضغط الدم، أو نتيجة الإصابة ببعض الاضطرابات

الصحِّية الأخرى،

ومنها ما يأتي:

أمراض الكلى. إصابات الحبل الشوكي (بالإنجليزية:

Spinal cord). بعض الأمراض الوعائيَّة الكولاجينيَّة (بالإنجليزية: Collagen vascular disease)، مثل

مرض تصلُّب الجلد (بالإنجليزية: Scleroderma). أورام الغدَّة الكظريَّة. استخدام المخدِّرات مثل

الكوكايين (بالإنجليزية: Cocaine). استخدام بعض الأدوية مثل مثبِّطات أكسيداز أحادي الأمين

(بالإنجليزية: Monoamine oxidase inhibitors) واختصاراً MAOIs، وحبوب منع الحمل (بالإنجليزية:

Birth control pills). ارتفاع ضغط الدم الثانوي تقسم الإصابة بارتفاع ضغط الدم إلى ارتفاع ضغط الدم

الأوَّلي (بالإنجليزية: Primary hypertension)، وارتفاع ضغط الدم الثانوي (بالإنجليزية:

Secondary hypertension)، ويمثِّل ارتفاع ضغط الدم الأوَّلي ما يتراوح بين 90-95% من حالات الإصابة

بارتفاع ضغط الدم، وهو الارتفاع مجهول السبب في ضغط الدم، أما بالنسبة لارتفاع ضغط الدم الثانوي

فيمثِّل ما يتراوح بين 5-10% من حالات ارتفاع ضغط الدم، وهو ضغط الدم الناجم عن المعاناة من

مشكلة صحِّية أخرى، ويتم التعافي منه بمجرَّد زوال المشكلة الصحِّية المسبِّبة له،

ومن

المشاكل الصحِّية التي قد تؤدِّي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم الثانوي اضطرابات الغدَّة الدرقيَّة،

وأمراض الكلى، والإدمان على الكحول والمخدِّرات.

المتابعة الدورية مع الطبيب بعد تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم يجب الحرص على المتابعة

الدوريَّة مع الطبيب المعالج، والحرص على الإصغاء لتعليمات الطبيب وتطبيقها، إذ إنَّ علاج ضغط الدم

المرتفع يعتمد على التزام الشخص المصاب بالخطَّة العلاجيَّة بشكل أساسي، وغالباً ما يطلب الطبيب

بعد البدء باستخدام أحد خافضات ضغط الدم المراجعة الشهريَّة للشخص المصاب إلى أن يتم التأكُّد من

الوصول للقراءة المطلوبة من ضغط الدم، وبعد الاستقرار على خطَّة علاجيَّة محدَّدة واستقرار قراءات

ضغط الدم تجدر مراجعة الطبيب بشكل دوري بما لا يقلُّ عن مرَّة واحدة كلَّ ستة أشهر تقريباً، إذ يجري

الطبيب بعض التحاليل مثل نسبة عنصر البوتاسيوم في الدم، بسبب تأثير بعض خافضات ضغط الدم

عليه مثل المدرَّات، ومثبِّطات الأنجيوتينسن بالإضافة إلى تحاليل نسبة الكرياتينين (بالإنجليزية:

Creatinine) وتحليل نيتروجين يوريا الدم (بالإنجليزية: Blood urea nitrogen) للتحقُّق من صحَّة

الكلى، وتختلف المدَّة اللازمة لمراجعة الطبيب بحسب حالة الشخص الصحِّية ووجود مشاكل صحِّية

أخرى مثل أمراض القلب، وهنا تجدر الإشارة أيضاً إلى ضرورة فهم الشخص المصاب لطبيعة مرضه

وتثقيفه حول ارتفاع ضغط الدم،

بالإضافة إلى اتباع نمط حياة صحِّي لتحقيق عدد من

الأهداف، ومنها ما يأتي:

الحدُّ من خطر الإصابة بالنوبة القلبيَّة،

والفشل القلبي،

والجلطة الدماغيَّة،

وأمراض الكلى، والضعف الجنسي،

واضرابات النظر.

السيطرة على معدَّل ضغط الدم.

الوقاية من تطوُّر مشكلة ارتفاع ضغط الدم.

تحسين فاعليَّة خافضات ضغط الدم.

يجدر التأكيد أيضاً على ضرورة الالتزام بالخطَّة العلاجيَّة والامتناع عن التوقُّف عن استخدام أحد

خافضات ضغط الدم دون استشارة الطبيب،

لما قد يُعرِّض الشخص المصاب لعدد من المضاعفات

الصحِّية، مثل النوبة القلبيَّة، والجلطة الدماغيَّة

السابق
ماهو مفهوم البدعة في الإسلام
التالي
فطيرة اللحم المفروم بالبف باستري

اترك تعليقاً