دين

أقدم ورقة دين عرفها التاريخ عمرها 300 عام تقريبًا ومازالت قائمة حتى اليوم

المحتويات

أقدم ورقة دين عرفها التاريخ عمرها 300 عام تقريبًا ومازالت قائمة حتى اليوم

تصادفك في بعض الأحيان أوراق مُهملة بينما هي ملقاة هُنا وهُناك،

لكنك حين تتصفحها تجد نفسك مدفوعًا تلقائيًا للاحتفاظ بها ومُعاملتها بكل احترام، ووضعها في مكان آمن للحفاظ عليها،

على الرغم من أنك قد تكون غير مهتم حقًا بموضوعها الذي عفى عليه الزمن!

يحدث هذا ليس فقط بدافع أنها مصنوعة بطريقة جيدًا أو لقيمتها الجمالية أو لكونها تحمل لك عبق الذكريات،

بل قد يتجاوز ذلك،

اعتمادًا على أعمارها وندرتها وأهميتها التاريخية أو لآثارها في تاريخ الحضارة الإنسانية..

أوراق مثل:

الجرائد القديمة أو طوابع البريد أو حتى الرسائل المتبادلة مُنذ عشرات السنين بين أفراد لا تعرفهم،

وربما يمتد الأمر لأوراق الدين الحكومية.

وتُعد من أغرب الأوراق المحفوظة،

والتي امتدت آثارها ليومنا هذا، تلك السندات الحكومية (أوراق الدين) التى تدعى «Linotte rente»، والتي تم إصداراها من حوالي 300

عام؛ وذلك كونها أقدم أوراق الدَّيْن في العالم،

والتي مازالت سارية/قائمة حتى الآن، وتحظى بالاحترام من قبل الحكومة، كما يدفع عنها فائدة سنويًا حتى يومنا هذا!

ألقِ نظرة على واحد من أقدم أوراق الدين في العالم، وأغربها بشكل غير مُعتاد، فهي ما زالت يُدفع حتى اليوم.

الدين الذي لا يموت: الذي أصدرته هيئة المياه الهولندية في عام 1648،

مكتوب على جلد الماعز.

يرجع تاريخ القصة إلى عام 1624، عندما تم طرح «Perpetual Bonds – سندات دائمة» لجمع الأموال للمساعدة في تمويل بناء سد

على نهر ليك في هولندا، من قِبل Hoogheemraadadchacha Lekdijk Bovendams، وهي هيئة مياه هولندية مسؤولة عن صيانة السدود.

ومن ضمنها مجموعة أخرى صدرت عام 1648، وهي مكتوبة على جلد الماعز، وصدرت للمساعدة في تمويل بناء السدود على نهر ليك في هولندا.

ففي الأساس، تُعد السندات اتفاق يقترض بموجبه المصدرون للسندات الأموال من المستثمرين، ويسددونها للمستثمرين بفائدة متفق

عليها بعد فترات زمنية محددة. الحكومات والشركات وآخرون كثيرون يصدرون السندات لاقتراض الأموال للمشاريع.

وفي عام 2003، استحوذت «Yale University – جامعة ييل» على أوراق أقدم الديون في العالم، والتي لا تزال تحظى بالاحترام: سندات دائرة المياه الهولندية، والتي يرجع تاريخ إصدارها لعام 1648.

وتكلفت الجامعة ما يقرب من 25000 دولار لشراء تلك السندات الدائمة،

والمكتوبة على جلد الماعز، والتي كانت في الأصل تساوي 1000 غيلدر هولندي (أكثر قليلاً من 500 دولار).

اشترت الجامعة السندات البالغة من العمر 280 عامًا بسبب قيمتها التاريخية،

ولكن نظرًا لإصدارها بدون تاريخ استحقاق، فإنها لا تزال تدفع الفائدة حتى اليوم،

حيث يستحق فائدة 1.20 يورو سنويًا. ففي عام 2015،

سافر أستاذ في «جامعة ييل» إلى هولندا لجمع 12 عامًا من الفائدة بلغ قيمتها 153 دولارًا.

حيث اضطر «Geert Rouwenhorst – جيرت روينهورست»، أستاذ تمويل الشركات في جامعة ييل للسفر إلى أمستردام، كجزء من

المسعى العلمي بجمع المدفوعات المتأخرة أثناء وجوده هناك، والتي تبلغ 11.35 يورو سنويًا من مجلس المياه الهولندي لعدة سنوات.

وقال «روينهورست» عن هذا الأمر:

«مثل هذه السندات تشبه بطاقة بريدية من زمن مختلف».

وبعضًا من تلك الأوراق والمعروفة باسم «Linotte rente»، وتعود ملكيتها لـ «Claude-Henri Linotte – كلود هنري لينوت»، وهو محام

غامض من القرن الثامن عشر. وكانت الحكومة الفرنسية مدينة بالأموال لأحفاده من خلف تلك العائلة لفترة طويلة.

لا تزال الحكومة الفرنسية تحترم مستحقات ذلك الدين العتيق، والذي لا ينتج سوى عائدًا سنويًا يبلغ 1.20 يورو، ليتم توزيعها على 58

شخصًا، ينحدرون من سلالة مالكي الدين الأوائل. فعلى ما يبدو أن هذا الدين لا يموت.

وفي الأخير، تُعد قصة هذا الدين الفريد، الذي نجا من عدة ملوك وأنظمة سياسية، قصة رمزية للأموال العامة الفرنسية منذ القرن الثامن

عشر، وخلال ما يقرب من ثلاثة قرون متعاقبة من التاريخ الفرنسي، ما بين السياسة والاقتصاد، من خمس جمهوريات فرنسية وحربان

عالميتان ومُعدلات التضخم والعملات المتغيرة.

السابق
نبشٌ لقبور الموتى وخطف للنساء.. عادات وتقاليد غريبة من العالم
التالي
لغات أخرى في جزر معزولة لا نعرف عنها سوى القليل

اترك تعليقاً