حول العالم

الماء العذب أسفل قيعان المحيطات؟ اكتشاف جديد ربما يحل أزمتنا العالمية!

المحتويات

الماء العذب أسفل قيعان المحيطات؟ اكتشاف جديد ربما يحل أزمتنا العالمية!

 

الماء هو المُحرك الذي يدفع جميع الكائنات الحيّة نحو “الاستمرار بالعيش”. بدون الماء، لن تستطع الخلايا عمل أي شيء،

وهذا يرجع ببساطة لكون أغلب المركبات والعمليات الحيوية بالخلية تحتاج إلى وسط مائي كي يتم تفعيلها أو التعامل معها

من الأساس. والماء بدوره تذوب فيه مكونات، فبالتالي يصير لدينا وسط حامضي أو قلوي أو متعادل، مما يفتح الباب أمام الآلاف

من التفاعلات الكيميائية المختلفة. وعلى إثر ذلك “نعيش”.

في الفترة الأخيرة بات الماء العذب عملة نادرة. توجد الكثير من الدول حول العالم وبالأخص بلدان الخليج العربي تعمد إلى

تحلية مياه البحر من أجل الشرب؛ وهذا لأنه ليس لديها نهر أو عدد كبير من الينابيع يمدها بالماء العذب باستمرار. لكن مؤخرًا

اكتشف العلماء شيئًا غريبًا.. شيء من الممكن له أن يحل تلك الأزمة، أو يُساعد في حلها على أقل تقدير: الماء العذب

المحبوس أسفل المحيطات!

ما أصل الحكاية؟

منذ آلاف السنين، كان هناك عصر يُعرف بالعصر الجليدي، وفيه كانت المياه كلها مُتجمدة في كتل كبيرة على مستوى

الكوكب، وكانت تُعرف باسم (الثلّاجات – Glaciers). وبالنسبة إلى قارة أمريكا الشمالية، كان الأمر أشبه بتغطية تلك المساحة

الشاسعة بطبقات عريضة وسميكة فوق بعضها البعض من الثلج الصلد.

لكن بعد مرور العصر الجليدي وعودة درجات الحرارة على الأرض للارتفاع، شرعت تلك الثلّاجات في الذوبان، مما نتج عنه وجود

الماء بكميّة كبيرة جدًا، وشرعت ديلتات الأنهار في البزوغ من أعلى الرصيف القاري، وبعدها أتى الشيء الذي تسبب في

حبسها: المحيطات.

عملت الأمواج المحيطية على ردم جزء كبير من الماء العذب أسفل قيعانها، وعلى وجه الدقة: أسفل الصخور الرسوبية التي

تُكون قيعان المحيطات.

وفي عام 1970 استطاعت البشرية إيجاد ذلك الماء العذب المحبوس أسفل الصخور بالخطأ، وهذا عندما كانوا يحفرون بعيدًا

عن الشاطئ من أجل البحث عن زيت البترول. ووقتها كان ذلك الاكتشاف دافعًا للعلماء لفحص الأمر أكثر.

ما الذي قاله العدد الأخير من المجلة العلمية Scientific Reports؟

قام علماء من جامعة كولومبيا ومعهد (وودز هول) لعلوم البحار بقضاء 10 أيام كاملة على متن سفينة تجوب المساحة المائية

من ولاية (نيو جيرسي) وحتى (ماساتشوستس). لكن ماذا كانوا يفعلون؟

كان العلماء يحملون معهم أجهزة تقوم بصنع موجات كهرومغناطيسية، ووجهوها إلى الأسفل بداخل الماء. فكرة تلك الموجات

هي أنها تسير بسرعة مُعينة بداخل الوسط المالح، وبسرعة أخرى بداخل الوسط العذب أو قليل الملوحة. وذلك بالطبع نظرًا

لاختلاف الكثافة نتيجة وجود مواد ذائبة (أملاح) ترفع من كثافة الماء المالح.

ونتيجة لذلك، أثبتت الموجات أن هناك فعلًا نوعان من الماء بالأسفل: المالح الذي يدرك الجميع وجوده، والعذب المحبوس

أسفله.

لكن مهلًا.. أين التفاصيل؟

التفاصيل آتية، وهي حقًا صادمة جدًا!

اكتشف العلماء أن مساحة الماء العذب المحبوس أسفل المالح تمتد بحوالي 50 ميلًا، وذلك بداية من الشاطئ الأطلسي

للولايات المتحدة الأمريكية. وتبدأ من عمق 183 مترًا أسفل قاع المحيط الأطلسي، إلى مئات الأميال بعدها للداخل. فهي حقًا

مساحة شاسعة جدًا، وبها ماء قابل للاستخدام بالفعل.

الماء الموجود بالأعماق السحيقة تُقدر ملوحته بنسبة جزء إلى الألف فقط (وهذا ماء نقي جدًا). وكلما صعدنا إلى الأطراف

قليلًا، نجد الملوحة تزيد حتى تصل إلى 15 جزءًا من الألف (وهذا ماء تصل ملوحته إلى نصف ملوحة ماء البحر المُعتاد). لذلك

حتى ماء الأطراف صالح للاستخدام إذا تم ضخّ كميّات من النباتات المُستهلكة للأملاح فيه، فبالتالي تتم تنقيته ليوازي درجة

ملوحة ماء الأعماق.

تقول قائدة فريق البحث، وهي العالمة Chloe Gustafson المُرشحة للدكتوراة في جامعة كولومبيا، وذلك تبعًا لموقع

Phys.org:

نحن نعلم بالفعل أن هناك ماء عذب محبوس بالأعماق، لكننا لم نكن نعلم إلى أيّ مدى يتشعّب أو نعلم هيئته

الهندسية بالداخل بعيدًا عن أعيننا. ومن المُرجح جدًا أن يصير مصدرًا هامًا للماء العذب مستقبلًا في جميع دول

العالم.

مما يدل على أن نفس الماء من المُحتمل أنه موجود في بقاع أخرى من العالم، بشرط أن تحمل تلك البقاع نفس الطبوغرافيا

المُهيئة لظروف تكوين ذلك الماء الحبيس، كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

هل تعتقد أن ماء الأعماق سيكون مُنقذ البشرية من أزمتها؟ أم سيحصد الإنسان ما جنى ويتحمل نتيجة استهتاره ليموت من

العطش؟ شاركونا آرائكم بالتعليقات!

السابق
في عيد الفطر السعيد.. مأكولات وعادات تميز بلدان العالم المختلفة
التالي
إسحاق نيوتن… العالم الذي غير وجه العلم والأعظم على مرِّ العصور!

اترك تعليقاً