تقنية

بعض الدراسات الغريبة ونتائجها المخيفة

 

المحتويات

بعض الدراسات الغريبة ونتائجها المخيفة

 

 

التكنولوجيا المتطورة سمحت للكثير من الباحثين بأن يبدعوا في تحديد أهدافهم، ولطالما ارتبطت الغرابة مع العلم في كثير من الأحيان، وقد سمعنا عن الكثير من الدراسات والأبحاث التي تضمنت أفكارًا غريبة في طرحها كما كانت مفاجئة في نتائجها أيضًا.

 

من مجموعة الأبحاث تلك التي كانت تصرّ على إمكانية قراءة الأفكار من قبل الأشخاص، والأبحاث التي طرحها جنرالات الحرب العالمية الثانية وأفكارهم المجنونة التي تضمنت إخفاء السفن وولادة البشر في سن مناسبة للحرب، وإعداد المحارب الأسطوري الذي لا يخاف شيئًا، إلى الواقع الذي لا يوجد إلا عند النظر إليه؛ يبدع العلماء والباحثون في تخيلاتهم إلى اليوم، ومع ذلك وفي جميع الحالات لم تكن جميع الأبحاث تشير إلى نتيجة ملموسة بطبيعة الحال.

اليوم سنقدم لكن بعض الأبحاث والدراسات التي اتسمت بالغرابة والطرافة في بعض الأحيان، بالإضافة إلى نتائجها الغريبة وغير المتوقعة في نفس الوقت أيضًا.

أربعة أيام عمل

 

لنعترف، جميعنا كطلاب أو موظفين نكره مكان العمل والدراسة، كما نكره أوقات الدوام الرسمي ونتمنى أن تمر بأسرع وقت ممكن، بالطبع كلامي لا يشمل أولئك الذين يعملون في غوغل جعلنا الله منهم.

في عام 2018، قامت شركة في نيوزيلندا بإحداث تغييرٍ جذري في نظام العمل لديها لمدة شهرين، حيث أعطت الشركة الموظفين رواتبهم كاملة عن أربعة أيام عمل في الأسبوع عوضًا عن خمسة أو ستة، كما هو الحال طبيعيًا في نظام الشركات العالمي.

هذا التغيير الجذري كان الهدف منه دراسة أثر تقليل عدد ساعات العمل على الموظفين، وهل يؤثر هذا إيجابًا أم سلبًا على العمل ككل وعلى الموظفين بشكلٍ خاص.

جميع أصحاب الأعمال ورؤوس الأموال ينظرون إلى هذا التصرف كونه مخاطرة فظيعة هم بغنى عنها، ويؤكدون على فشله بشكلٍ كامل -وكأنهم سيقولون غير هذا- لكن نتائج الدراسة جاءت مفاجئة ومعاكسة تمامًا لهذا.

التوتر بين طاقم العمل لدى الشركة انخفض بنسبة لا بأس بها بعد هذا القرار، وحتى صحيًا تطور لدى الموظفين توازنٌ بين الحياة الشخصية والعمل بشكلٍ مُرضٍ أكثر مما سبق بكثير.

والأمر المفاجئ أكثر كان أن الإنتاجية وسير العمل ككل تحسن بشكل ملحوظ ولو كان بشكلٍ ضئيل، على عكس المتوقع تمامًا، حيث كان من المتوقع أن تنخفض الإنتاجية بشكل ملحوظ عندما نخفض ساعات العمل، فما بالك إن تم تخفيض يوم كامل من العمل.

بالإضافة إلى ذلك، كان هنالك نوع من أنواع الالتزام المتزايد بين العاملين، ناهيك عن العلاقات الجديدة والإيجابية التي ظهرت بين طاقم العمل، أصبح هناك نوع من التحسن الملحوظ في التعامل وأصبح العاملون يستمتعون بما يقومون به بالفعل.

هذه الدراسة أوضحت لنا شيئًا نادر الحدوث هذه الأيام في عالم العمل والإنتاج ككل، أصبح لدينا طاقم عمل مخلص بشدة لشركة تهتم به حقًا ولراحته. تميل الشركة اليوم إلى الاعتماد على هذا النظام بشكلٍ دائم نظرًا لآثاره على الشركة.

 

الأطفال والروبوتات

 

السؤال الأساسي لهذه الدراسة كان: هل من الممكن أن نكذب أنفسنا ونصدق الروبوتات؟

لمعرفة الجواب قام الباحثون بتجربة بسيطة، 43 طفلًا تتراوح أعمارهم بين السابعة والتاسعة، طلب منهم تحديد مستقيمين متساويي الطول من الشاشة.

الإجابة كانت واضحة ولا يوجد الكثير من المستقيمات متقاربة الطول، كانت النتائج طبيعية حيث أن نسبة 87% من الأطفال عرفوا الإجابة الصحيحة لوحدهم.

الآن حان وقت دخول الروبوتات، عندما يُسأل الطفل نفس السؤال بحضور الروبوت،

يقوم الروبوت بتقديم الإجابة الخاطئة للطفل على هيئة مساعدة له للحصول على الإجابة الصحيحة،

وعلى الرغم من أن الإجابة كانت واضحة ولا يوجد تشابه كبير،

إلا أن الأطفال في هذه الحالة شكوا

بأجوبتهم ونظروا للروبوت مرة أخرى طالبين المساعدة والحصول على الإجابة الصحيحة،

وتكررت هذه العملية حتى انخفضت نسبة الإجابة الصحيحة بين الأطفال إلى السبعينات تقريبًا.

عندما قام العلماء بإعادة التجربة على البالغين،

كانت النتائج طبيعية حيث لم يتأثر البالغين بالروبوتات وحافظوا على إجابتهم الصحيحة دائمًا بغض النظر

عن رأي الروبوت في الحل.

على ما يبدو أن الأطفال عانوا أثناء الاختبار ما يعرف باسم التحيز الآلي،

وهو اعتقاد قوي بأن الآلات تمتلك قدرات أفضل وأعظم من الإنسان بطبيعة الحال،

وبالتالي إجابة الروبوتات هي الصحيحة أيضًا.

هذه الدراسة أثارت بعض الشكوك حول مقدرة الأطفال على تنمية مهاراتهم وقدراتهم بعيدًا عن عالم

التكنولوجيا الذي يكاد يطغى على كل شيء حولنا.

القياس يحدد الواقع

 

في نهاية السبعينيات من القرن المنصرم،

اقترح الفيزيائيون أن الواقع لا يوجد إلا عند قياسه،

هذه الفكرة المجنونة والغريبة في ذلك الوقت أثبتت صحتها على ما يبدو في عام 2015،

حيث قام فريق بحث أسترالي بتعديل النظرية الشهيرة وإجراء التجارب مرة أخرى،

وتبين لهم أن العالم الكمومي يولي أهمية لهذه النظرية ويثبت صحتها بشكل ما.

قامت التجربة على إطلاق ذرة هيليوم واحدة عبر مجموعة من الحواجز الليزرية التي تعتبر نقاط قياس

لمعرفة ما إذا كانت هذه الذرة تمثل موجة أو جسيم.

المنطق الطبيعي يشير إلى أن طبيعة هذه الذرة يجب أن تحدد مسبقًا ولا علاقة لعملية القياس بتحديد طبيعة هذه الذرة،

أو أن يجعلها تتصرف بطريقة غير طبيعتها.

مع ذلك، وبغرابة أيضًا،

فإن الاختبارات أثبتت أن هذه الذرة لا تستطيع أن تحدد ما إذا كانت تريد أن تكون

موجة أو جسيم إلا عندما تواجه أشعة الليزر،

حيث في مرحلة من المراحل تسلك الذرة سلوك موجة تتعارض مع موجات الليزر،

لكن في مرحلة ثانية من التجربة تعاملت الذرة مع موجات الليزر كما تتعامل الجسيمات والجزيئات.

حسنًا، يبدو أن الأمر طبيعي في الطبيعة،

فالقياس هو الذي يحدد الواقع وليس العكس،

ولا تسأل عن المزيد رجاءً لأن الأمر معقد بما فيه الكفاية لعدم فهمه من المرة المئة حتى.

 

جريمة الروبوت المقتول الغامضة

 

كان يا ما كان في حديث الزمان (2015)، روبوت لطيف يدعى hitchBOT،

ولهذا الروبوت طموح مثل أي روبوت صغير في عمره،

كان طموح هذا الروبوت الطفل هو السفر أبعد ما يمكن حول العالم من خلال إيقاف الناس على طرق

السفر وطلب الركوب معهم، وهو طموح جميل ورائع كما يبدو.

لمدة أسبوعين تمتع صغيرنا بالخير الذي يقوم به الناس والعطف عليه في طرقات السفر،

وقام بأطول رحلة يمكن لبني جنسه أن يقوموا بها لوحدهم،

فسافر لمسافة تتجاوز 10 آلاف كيلومتر في كندا، كما تمتع برؤية العديد من المدن والمناظر الطبيعية في

ألمانيا، لكنه أخيرًا أراد أن يجرب حظه في الولايات المتحدة الأمريكية ويرى هذا البلد العجيب المليء بالغرابة.

هذا الروبوت الصغير كان يتيمًا،

لم يستطع والداه إخباره عن ضرورة عدم الركوب مع الغرباء والسفر معهم،

كما لم يتم تنبيهه من قبل صانعيه حول خطورة العالم وقساوته.

بدأ صغيرنا رحلته في هذه القارة الجديدة من سان فرانسيسكو في أمريكا، وانتهت في سان فرانسيسكو في أمريكا أيضًا، حيث تم العثور على روبوتنا الصغير أو ما تبقى منه في فيلادلفيا حيث تم التخلص منه وتقطيعه أيضًا، فتم قطع ذراعيه ولفهما حول جسده، والأغرب أن قاتله صرح بأنه كان مستمتعًا أثناء القيام بهذا كما أنه يقوم بلعب لعبة ما.

الهدف من الروبوت الصغير hitchBOT المسكين هو تجربة قام بها صناع هذا الروبوت لمعرفة مدى اللطافة والقيم التي يتمتع بها الجنس البشري،

وإلى أين سيصل هذا الروبوت من دون أي مساعدة غير طلب التوصيل من البشر،

والأكثر أهمية هو معرفة كيف يتصرف أبناء الجنس البشري مع الروبوتات عندما لا تتم

مراقبتهم وإعلامهم بذلك.

وعلى ما يبدو أن الإجابة وصلت إلينا بشكل واضح وصريح،

هناك أناس مخيفون في الخارج.

السابق
معلومات عامة حول  دولة فرنسا
التالي
عشر معلومات غريبة ومثيرة عن دماغ الرضّع!

اترك تعليقاً