تاريخ

دراسة عن قيم التخلف.. ماهو العنف المادي والمعنوي

المحتويات

دراسة عن قيم التخلف.. ماهو العنف المادي والمعنوي

دراسة عن قيم التخلف.. ماهو العنف المادي والمعنوي

دراسة عن قيم التخلف.. ماهو العنف المادي والمعنوي , للعنف أنواع مختلفة، منها ما يندرج تحت ما يسمّى بـ العنف المادي، في حسن تندرج أنواع أخرى منه

تحت مسمّى العنف المعنوي، وثمة انواع كثيرة من العنف تؤدي الى مسخ شخصية الانسان عبر تدمير

الغايات التربوية، مثال ذلك حالات اللجوء الى العنف التربوي، ونقصد بهذا النوع من العنف، عندما يلجأ

الكادر التدريسي التربوي الى استخدامه مع الطلاب، بدلا من لجوئهم الى الاقناع والحوار والتفهّم،

ويشمل ذلك ايضا، العنف الذي يلجأ إليه الأبوان (الأب والأم) في تربية ابنائهما، فيكون وسيلة لهما من

اجل تحقيق التربية السليمة، لكن غالبا ما يحدث العكس، عندما يتحول الابن او البنت الى شخصية

معقدة مريضة، بسبب استخدام العنف المفرط الذي يلجأ إليه الاب او الام لضبط الطفل، وهو اسلوب

خاطئ وخطير في الوقت نفسه.

إن ضرب الابناء او الطلاب هو نوع من العنف المادي، وهو اسلوب تربوي فاشل، يدل على قصور في

شخصية الاب والام والمعلم معا، فالضرب واللجوء الى العنف مع الابناء والطلاب، مهما كانت الاسباب

التي تقف خلفه، لا يمكن أن يكون مقبولا، ولا يمكن أن يؤدي الى نتائج مقبولة، لأن العنف المادي

يمسخ شخصية الانسان، بغض النظر عن الفئة العمرية التي ينتمي إليها، ولكن تأثيره يكون أشد

خطورة على الاطفال والمراهقين، لأنهم في مرحلة بناء الشخصية، لذلك أي نوع من انواع العنف

المادي، سوف يمسخ شخصية الطفل والمراهق ويحولها الى شخصية مريضة خائفة مهزوزة، غير قادرة على اداء دورها في الحياة.

لذا لا يصحّ الركون الى هذه القيمة المتخلفة، في التعامل مع الابناء او الطلاب او المرؤوسين بمختلف فئاتهم العمرية، لأن العنف في المجال التربوي لا يمكن أن يسهم في بناء شخصية سليمة متفاعلة ومتوازنة للانسان، وقد أثبت علماء النفس والمعنيون الاخرون، أن استخدام العنف في الغالب، يؤدي الى صنع شخصية قاسية، لا تتورع عن ارتكاب الجرائم او انواع العنف في الجانبين المادي والمعنوي، لذلك عندما يحاول الاب او المعلم ضبط الابن والطالب عبر العنف المادي، عليه أن يعرف أن نتائج هذا الفعل هو صنع شخصية مؤذية للمجتمع في القادم من السنوات.

ولا تقل النتائج المؤذية للعنف المعنوي عما يتسبب به العنف المادي، فإذا كان الاخير يؤذي الجسد ويصيبه بالألم وربما يلحق به عاهة ما، فإن العنف المادي يصيب النفس ويدمرها ويجعل

منها عاجزة عن اداء اي دور ايجابي في المجتمع، وكما هو معروف

ان الانسان يتكون من الجسد المادي والنفس المعنوية، وكلاهما

يعاضدان بعضهما لكي يبقى الانسان

متوازنا في سلوكه وتفكيره،

ولكي يبقى – طالما كان على قيد الحياة-

كائنا مؤثرا وفاعلا في

الوسط المجتمعي الذي ينشط فيه، لذلك يخطئ

من يظن أن العنف المادي أكثر ألما من العنف النفسي، فالنوع الاول قد يؤذي

الجسد وربما يحطمه ويشلّه، لكن النوع الثاني له تأثير خطير على تدنّي معنويات الانسان، لدرجة انه قد يكون عاجزا عن اداء اي دور جيد في الحياة، على الصعيد الفردي او الجمعي، وهذه النتيجة لا تختلف عن الشلل الجسدي.

لذلك هناك تحذيرات كبيرة من هذه القيمة المتخلفة، ونعني بها قيمة العنف ضد الانسان، لأنها تتسبب في أنواع كثيرة من الاذى له، ولا ينحصر خطرها في الضرب والاذى الجسدي، او التعذيب الذي تلجأ له بعض الحكومات المستبدة، وربما تمارسه بعض العائلات المريضة، أو يلجأ له بعض المعلمين مستخدمين العنف مع الطلاب الصغار – ولازلنا نتذكر ذلك المعلم الذي جلدَ طالبا صغيرا في المرحلة الابتدائية، على ظهره حتى أدماه- وكل ظن هذا المعلم انه بفعله العنيف هذا، إنما يبني شخصية الطالب، في حين انه يقوم بمسخها وتدميرها.

ولا ننسى الجانب الاخر من قيمة العنف المتخلفة، فالكلمة لا تؤذي الجسد ماديا ولا تلحق عاهة في اعضاء الجسد، ولكنها تعمل على تدمير روحية الانسان، وتهبط بمعنوياته الى الحضيض، وتقتل مواهبه، وتشل قدراته، وتعطّل مهاراته، فيصبح كائنا ميّتا وهو على قيد الحياة، وهكذا في الحالتين سوف يصبح الانسان عاجزا عن الانتاج، بمعنى اذا تعرض للعنف المادي واصابته عاهة، سوف يكون عالةً على غيره، وعندما تصاب روحيته ونفسيته بالشلل، سيكون عاطلا عن الانتاج ايضا.

لهذا لابد من تدارك خطورة الامر، ولابد من فهم وادراك خطر هذه القيمة المتخلفة والتصدي لها، بكل الوسائل العلمية والعملية المتاحة لمن يهمهم الامر، ونقصد بهم، المسؤولين عن تربية وبناء الانسان لاسيما الاطفال والمراهقين، ولكن هذا لا يعني عدم حماية الكبار من العنف المادي والمعنوي، من هنا ركّزت المنظمات العالمية المستقلة على حماية الانسان وحقوقه من اشكال العنف كافة، حتى يتم تحصين الانسان وحمايته من أضرار هذه القيمة المتخلفة بشقّيها المادي والمعنوي.

السابق
نبذة حول المعاق وكيف يتقبله المجتمع
التالي
انخفاض الضغط عند الحامل ونصائح لتتجنبيه

اترك تعليقاً