معالم وآثار

ساحة جامع الفنا جمال مغربي لا يُقاوم

المحتويات

ساحة جامع الفنا جمال مغربي لا يُقاوم

 

ساحة جامع الفنا جمال مغربي لا يُقاوم ,تقع ساحة جامع الفنا في مدينة مراكش بالمغرب

، وتعتبر فضاءً شعبياً للفرجة والترفيه للسكان المحليين والسياح أيضاً، وتعتبر هذه الساحة

القلب النابض لمدينة مراكش، حيث كانت وما زالت نقطة التقاء بين المدينة والقصبة المخزنية والملاح

، ومحجًا للزوار من كل أنحاء العالم للاستمتاع بمشاهدة عروض مشوقة لمروضي الأفاعي

ورواة الأحاجي والقصص والموسيقيين إلى غير ذلك من مظاهر الفرجة الشعبية التي تختزل

تراثًا غنيًا وفريدًا، في هذا المقال سنأخذك في جولة داخل ساحة جامع الفنا الساحرة ..

ساحة جامع الفنا

تاريخ الساحة

يرجع تاريخ ساحة جامع الفنا إلى عهد تأسيس مدينة مراكش

(1070-1071) م كما ذكرت موسوعة ويكيبيديا ، بُنيت ساحة “الفنا” في عهد الدولة المرابطية

خلال القرن الخامس الهجري كنواة للتسوق لكن أهميتها تزايدت بعد تشييد مسجد الكتبية

بعد قرابة قرن كامل، واستغل الملوك والسلاطين في ذلك الوقت الساحة كفناء كبير لاستعراض

جيوشهم والوقوف على استعدادات قواتهم قبيل الانطلاق لمعارك توحيد المدن والبلاد المجاورة

وحروب الاستقلال.ومنذ ذلك التاريخ وهي تعد رمزا للمدينة، يفتخر بحيويتها وجاذبيتها كل من مر منها من المسافرين.

أصل التسمية

يعزي البعض أصل تسمية المكان بجامع الفنا لقربه من ساحة قصر الحجر

المرابطي الذي اكتشفت أنقاضه تحت جامع الكتبية، كلمة “الفنا” يمكن أيضا

أن تفيد الفناء بمعنى الدمار والتخريب، وتؤكد هذا الطرح مجموعة من الشهادات

التاريخية تجمع كلها على وجود جامع مهجور وسط هذه الساحة التي أصبحت ذات شهرة عالمية.

الساحة في الوقت الحاضر 

تأخذ الساحة مساحة أسفلتية كبيرة وتحيط بها الدكاكين والفنادق والمقاهي

والدروب، وتستقطب سنويًا ملايين الزوار ويعتبر من روادها مشاهير الفن العالمي

من السينمائيين والمغنيين والرسامين والمصورين، كما ولع بها سياسيون

ومثقفون ومفكرون ورؤساء دول، وتعد ساحة جامع الفنا في الوقت الحاضر

أهم معلم سياحي في مدينة مراكش حيث يتم فيها الكثير من الفعاليات

بشكل يومي، وتعد من اهم الاسواق التجارية التراثية في المدينة،

حيث تم عرض الكثير من السلع التراثية، ويتواجد في الساحة خلال النهار الكثير

من الأكشاك التي تبيع عصير البرتقال و الماء بأواني نحاسية أو قرب جلدية، عند حلول

المساء تزداد الساحة إكتظاظ حيث يتم تقديم رقصات شعبية ويقوم البعض بقص

القصص على مجموعات، أما بالنسبة لأبرز الفعاليات التي تتم في ساحة الفناء فهي عروض الأفاعي والسحرة والحيوانات البرية.

الاهتمام العالمي بها

بسبب التقدم التكنولوجي و زيادت التحديات الاقتصادية في مختلف دول العالم، تعرضت ساحة جامع الفنا لتهديد الزوال بسبب قلة الاهتمام بها فقامت اليونسكو بإدراج ساحة جامع الفنا في قائمة التراث الانساني اللامادي في العام 2001 وذلك لزيادة الاهتمام بها وحمايتها وجعلها رمز للثقافة الانسانية.

انفجار 2011

في ظهر يوم 28 نيسان 2011 وقع إنفجار بأحد مقاهي الساحة وأودى بحياة 17 شخص و إصابة 25 أخرين، وكان يعتقد في البداية بأن الانفجار سببه تسرب للغاز داخل المقهى، إلا أنه لاحقًا قد تم الإعلان عنه بأنه عمل إرهابي مقصود.

تاريخ جامع الفنا

جامع الفنا وهو أحد المعالم البارزة في مدينة مراكش في المغرب ويذكر بأن الجامع اكتسب شهرته بسبب بناءه على ساحة الفنا في عهد المرابطون، وتم بناء جامع الفنا بأحد زوايا الساحة، حيث أن الدولة المرابطية كانت إحدى الدول الاسلامية في المغرب العربي في ذلك الوقت، وفي العام 1147 وقعت مدينة مراكش تحت حكم دولة إسلامية أخرى وهي دولة الموحدون، حيث تم تجديد وترميم كل من الجامع الساحة.

الحلقات في الساحة

تبدأ عادةً الحلقات في ساحة جامع الفنا من ساعات الصباح الأولى بلوحات الحكواتيين ثم تنطلق حلقات الرقص والغناء والسحر والسيرك وترويض الأفاعي حتى ساعات منتصف الليل، الذي تزينه الفوانيس التقليدية، والموائد المتجوّلة بالفواكة وكؤوس الليمون البارد وأشهر وألذ الأطباق المغربيّة كالكسكس والبسطيلة والطاجن المغربي وغيرها، ويقدم السياح -بخلاف ثمن التبضع وشراء المنحوتات المغربية والقفطان المغربي وغيرها من الصناعات المغربيّة التقليدية- بعض الدراهم لرجال الحلقات مقابل عرضهم ويقابلهم الرجال بالدعاء والتمنيات بالخير والبركة.

الأجواء في الساحة

يتجوّل رجال الحلقات في الساحة وسط أجواء صاخبة ومميزة وشبيهة بالأساطير، فتجد من ينفخ المزامير، ومن يقرع الطبول، وهناك من يروي القصص والأحاجي، ومن يردّد الأغانيّ الشعبية والأهازيج، ومن يجول بالساحة يلاعب الأفاعي ويمارس ألعاب الخفة، ويجاورهم من يسمونه ب”العشّاب” أي من يداوي المرضى بالخلطات العشبية والزواحف المحنطة، وغيرها من الأنشطة الأخرى التي يمتع بها الجمهور، وعلى الرغم من قلّة دخلهم فهم لا يتقاضون سوى بضعة دراهم تبعاً لما يجود به الجمهور عليهم كمكافأة مالية وفقاً لاستمتاعهم باللوحات العفوية.
ففي الوقت الذي تعد فيه ساحة جامع الفنا، بالنسبة لمشاهير العالم عاصمة السياحة المغربية، يرى فيها الفقراء من الحكواتيين المبدعين، ومروضي الأفاعي والقرود، ومتخصصات في قراءة الطالع، والنقاشات، فضاء لكسب قوتهم اليومي ومصدر عيشهم.

 

“مدينة مراكش بغير ساحة جامع الفنا لا أهمية لها”، هكذا تحدث الكاتب الإسباني الراحل، “خوان غويتوسولو” الذي كان مقيمًا في مراكش وأحد المغرمين بالساحة، وقد كان له فضل اعتراف “اليونسكو” بها تراثًا شفهيًا إنسانيًا، وقد أوضح أن ساحة جامع الفنا ليست فحسب موئلًا للذاكرة الشعبية وفضاء للتراث الشفهي، بل إنها أيضا أفق المستقبل، مستقبل مراكش الذي يتطلع إليه سكان المدينة بكل الآمال والأماني.

السابق
مغارة جعيتا في لبنان: جمال فريد من نوعه
التالي
أغرب معلومات عن الدب الأبيض

اترك تعليقاً