شخصيات

معلومات عن الروائي الأردني أيمن العتوم

المحتويات

معلومات عن الروائي الأردني أيمن العتوم

رواد الرواية الأردنية في زمنٍ قريبٍ ليس ببعيد،

نَمت ونضجت عمّان وتحوّلت من قرية صغيرة إلى مدينة كبيرة وفي خِضَمِّ هذا التحوّل الجغرافي

والعمرانيّ والتكنولوجيَ واكبَت الثقافة الأدبية الأردنية هذا التّغيُّر في النصوص الأدبية بميلادٍ جديد

ناضج، فبزغ فجرٌ روائيٌّ جديد يحمل بين طيّاته تغيّرات الأشياء والبشر وعوالم تضجُ بالحركة والمشاعر

والتجديد وولوج عالم الأنوار برؤية واعية مختلفة مؤثرة ومتأثّرة بمناحي الحياة المتجددة.

فمن رواد الرواية الأردنية هاشم غرايبة، مفلح العدوان،

مؤنس الرزاز، سميحة خريس، جلال برجس، زياد قاسم، ليلى الأطرش،

هدى أبو غنيمة، سحر ملص، فادي المواج، يحيى القيسي،

وفي غضون الحديث عن الرواية الأردنية وروّادها،

سيتم التّعرُّف على أحدث روّادها وهو أيمن العتوم.

بدايات أيمن العتوم هو الشّاعر والروائيّ أيمن علي حسين العتوم،

ولد في 2 آذار من عام 1972م في مدينة سوف بمحافظة جرش في المملكة الأردنية الهاشمية،

أكمل دراسته الثانوية في إمارة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة،

وبعدها أكمل تعليمه الجامعي في الأردنّ في جامعة العلوم والتكنولوجيا وحصل على شهادة

البكالوريوس منها في الهندسة المدنية عام 1997م،

حبُّ اللغة العربية الذّي نشأ عليه أيمن العتوم وترعرعه في كنف والدٍ محبّ للغة وأهلها ومعلِّمًا لها في

جامعة أردنية، دفعه لدراسة بكالوريوس لغة عربية في جامعة اليرموك وحصوله على الشهادة

الجامعية الثانية عام 1999م،

واستمرّ حبه وشغفه في مجال اللغة حتى أنّه نال درجة الماجستيرفي النحوالعربيّ من الجامعة

الأردنية عام 2004م، وتابع مسيرته العلمية وحصل على درجة الدكتوراة في نفس التخصص من

الجامعة الأردنية كذلك عام 2007م.

منذ صغره كان يُلقي الشّعر كثيرًا، وذات مرّة عام 1996م ألقى قصيدة من قصائده هجى فيها النظام،

وعلى إثرها سُجن قرابة العام كمعتقل سياسيّ.

وأثناء فترة دراسته في الثَّلاث جامعات كان ناشطًا أدبيًّا،

وقام بتأسيس العديد من اللجان والأندية التي تُعنى بالكتب،

وكان نشيطًا معتادًا على ارتياد الأمسيات الشّعرية والمشاركة فيها على الصعيد المحليّ والعربيّ

الشقيق كدولة قطر والإمارات والعراق ومصر والسُّودان.

عَمِلَ أيمن العتوم مهندسًا تنفيذيًّا بشهادته في الهندسة المدنية في مواقع إنشائية مختلفة في

عامي 1997م و 1998م، وعّمِلَ كذلك مدرّسًا للُّغة العربية في العديد من المدارس الأردنية،

كمدارس الرضوان ومدرسة اليوبيل وأكاديمية عمّان الدولية.

 روايات أيمن العتوم طُبِعَ أيمن العتوم بالوسم والطّابع الإسلاميّ،

وظهر هذا جليًّا في عناوين رواياته وفصولها و دواوينه المقتبسة من آيات القرآن الكريم أو على الأقل

قد ينهجُ نهجها. أمّا عن أسلوبه البليغ الفصيح الممتع المسهبِ في الوصف لدرجة الإحساس بالأمر

كأنها حقيقةً تُعاشُ بالجسد والمشاعر والنّفس فاشتهر أيمن العتوم لكوّنهِ وصّافًا ماهرًا،

وفيما يأتي ذكرٌ لتفاصيل رواياته:

يا صاحبي السجن تعدُّ من أوّل الروايات المنشورة لأيمن العتوم، يروي فيها تجربته القاسية التي

كابدها عندما سُجن في عامي 1996م و1997م،

تمتاز لغة الرواية بالشعرية التي تتداخل فيها الأزمنة والأمكنة لتحلِّقَ بالقارئ في عوالم النّفس

البشرية وتعقيداتها، وصدرت الرواية عن المؤسسة العربية للدراسات والنّشر في بيروت في عام

2012م. شاعَ سِيطُ هذه الرواية في الوسط السياسيّ والثقافيّ الأردنيّ لإثارتها الجدل حال صدورها

ومنعها من دخول الأردن من قِبَل دائرة المطبوعات والنّشر الأردنيّة نظرًا لما تحويه من حقائق تجري

داخل السجون. يسمعون حسيسها تُعَدُّ هذه الرواية من التجارب الروائية الثّانية لأيمن العتوم للكتابة

في أدب السجون، تحدّثت هذه الرواية عن مجريات السجون وما فيها من أحداث لكن هذه المرة عن

السجون السوريّة، تدور أحداث الرواية عن طبيب قضى سبعة عشرَ عامًا في السجون بتهمة سياسية

بانتمائهِ لشبّان الطليعة التّابعين للإخوان المسلمين وبتهريبه للأسلحة والتخطيط لعملية ضد النظام

السوري، حيث قضى الطّبيب فترة سجنه من 1980م إلى 1997م بين سجنيّ تدمر والخطيب في

سوريا. لغة الرواية بالعربية الفصحى لكن الحوارات كانت باللهجة العامية السورية، وصفت الرواية

حالات الرعب والموت والعذاب الجحيمي النفسي والجسدي الذي عانى منه أكثر من 20 ألف سجين

مات على إثره 11 ألف من المرض أو التعذيب أو الإعدام أو ربما الانتحار هربًا من العذاب. صدرت هذه

الرواية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 2012م. ذائقة الموت ناقشت هذه

الرواية عبر قصة شاب اسمه واثق ثلاثة أمور رئيسة الحب والحرية والموت، ضمن ثلاث مراحل مختلفة

من حياة هذا الشّاب، ففي المرحلة الأولى ناقشت حياته في القرية وما تعلَّم منها من حب تراب

الوطن وعشق أرضه وفترة حياته مع والده وما استفاد من دروسه وما تعلَّم،

وفي المرحة الثانية حياته الجامعية وخروجه إلى المدينة حيث أصبَح فيها قائدًا جماهيريًّا منظمًا

للمظاهرات والمسيرات التي تندِّدُ بالعدوان الصهيونيّ والأمريكيّ على البلاد العربية ويسجنُ حينها

تِبَعًا، فيصف لنا الكاتب في المرحلة الثالثة ما عاشه البطل في السجن من الحزن والقهر والضّعف ثمَّ

الموت حتى يخرج من السّجن. صدرت هذه الرواية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت

عام 2013م. حديث الجنود تحدّثت الرواية عن ما حصل من أحداث في جامعة اليرموك الأردنية التي

درس فيها أيمن العتوم وتحديدًا في شهر آيار من عام 1986م، والتي شهدت حينها احتجاجات

واعتصامات طلَّابية على مجموعة من القرارات الجامعية وظهور أثر هذا الحراك على الساحة الأردنية.

صدرت هذه الرواية في عام 2014م، ومنعت دائرة المطبوعات الأردنية من دخول الرواية إلى الأردن

وتوزيعها وتداولها وحوكِمَ الكاتب أمام القضاء بسبب قرار المنع. نفر من الجن تحدّثت الرواية عن

النهايات الكبرى ومآل الكون مستندًا إلى مراجع تاريخية ودينية في المقارنة بين الإنس والجن،

صدرت هذه الرواية في أواخر عام 2014م.

كلمة الله ناقشَ الكاتب في هذه الرواية التّعصُّب الدينيّ بين الإسلام والمسيحية،

وحاول إيصال فكرة أنّ الحل يكونُ بالحوار المتّزن الّذي يغيّر القناعات ويساهم في رُقيّ المجتمعات

ويساعد في إحكام العقل ضد الموروثات المغلوطة. وصدرت عام 2015م. خاوية تحدّث الكاتب في

روايته عن التّوحّد عن الأطفال، وعن حياة السوريين اليومية من بداية الحرب، وبعدها جمع الكاتب ما

بين الموضوعين في أُطرٍ تخدم روايته. صدرت حديثًا هذه الرواية عام 2016م. يا وجهَ ميسون تُعَدُّ هذه

الرواية أولى محاولات أيمن العتوم في الفنّ الروائيّ، كتبها عام 1999م ومن مضامينها ما يتحدث عن

فلسفة الحب، ولم يقوم بنشرها لاعتقاده بجودتها عند إعادة صياغتها. شعر أيمن العتوم عُرفَ أيمن

العتوم في بداياته كشاعر، ومن ثُمّ كروائيّ فله العديد من الدواوين الشعرية التي يناقش ويتحدَّثُ فيها

عن حب الوطن وما يجري في البلاد العربية بعد الربيع العربيّ والمواضيع السياسيّة وخَصَّ بذكره

فلسطين وسوريا، وعناوين دواوينه كالآتي:

ديوان نبوءات الجائعين: كتبَ أيمن العتوم قصائده

الشعرية التي احتوى عليها هذا الديوان في السجن، وتمَّ صدوره بعد رواية يا صاحبيّ السجن التي

أثارت جدلًا شاسعًا أي في عام 2012م،

وذكر الشاعرالروائيّ في روايته كيف تمت عملية كتابة هذا الديوان في السجن وكيف هرّب كتاباته

الشعرية للخارج مع والده أثناء زيارته بعدَ أن منُِع من الكتابة في الداخل.

ديوان قلبي عليكِ حبيبتي: يعدُّ هذا الديوان الشعريّ الثاني للشاعر،

ووصف الشاعر ديوانه بأنه جمع بين الحرية والحب والتّصوّف الفلسفيّ فاتّجه به نحو الصوفيّة لتتفشّي

العوالم في المادية المغرقة، وانحاز في كتابته إلى عوالم المرأة وما فيها من جمال ساحر وسعى

للمزج بين الروح والجسد في تعبيره الشعريّ،

صدر هذا الديوان عام 2013م.

ديوان خذني إلى المسجد الأقصى: صدر هذا الديوان عام 2013م. ديوان الزّنابق: صدر هذا الديوان عام

2013م. ديوان طيور القدس: صدر هذا الديوان عام 2016م.

اقتباسات أيمن العتوم يُسقي الكاتبُ قرّاءَهُ عذوبة كلماتهِ وتناغمها المنسجم في وصفه الذي يُعاش،

ويطرقُ قلوب وأفئدة القرّاء قبل عقولهم فينتشون بلذة الأدب المحنّك المتقن، وهذه بضعُ كلمات تُذاق

من بحر أدبيّ راقي:[٤] “يموت العشق بالصمت و يحيا بالبوح “.

“الإحساس أعمق من المشاهدة،

ما يراه القلب لا تراه العين، ما يراه القب أدوم أثراً، وأعمق أملاً”.

“بل كُنْ على حذرٍ حتّى من قلبِكَ يا بُنيّ، إنَّ القلبَ أسرعُ في كَشف السّرّ من اللّسان أو العينَين،

لأنّه يُمليه عليهما فيفضحانه”. “إذا نظر أحدكم إلى قلبه فليحرص على ألا يجد فيه إلا الله،

ولا يجد فيه سواه، فمن وجد الله وجد كل شيء، ومن فقده فقد كل شيء”.

“كانتْ أمي العطر الذي أنعش القلب في دخان الأزمنة وعريشة الياسمين التي منحتني البَياض في

سواد الأمكنة ، كانتْ أَوبَتي في اغترابي،

وبسمتي في حُزن لم ينقطع، وصمودي في انهيارٍ لم يتوقف، وصدقَ مَنْ قال: لا وطنَ كالأمّ !”.

“الأمل ليس وهما كما يعتقد اليائس. الأمل حالة؛ انظر حولك وستجد كل شيء يحتفي بالأمل،

كل شيء يتحول إليه. كل شيء يريد أن يكونه، تخيل أن الكون والكائنات بلا أمل؛ كيف يمكن أن تكون

هناك حياة؛ كيف يمكن أن يعبد الله!! الآخرة أمل الدنيا،

الفوز أمل المعذبين، النهاية أمل المتعبين، الحقيقة أمل الخائفين،

والعدل أمل المظلومين”. “كنت أشعر دائمًا أَنّ بابًا يُفضي إلى مكتبة من خلفه،

ليس بابًا عاديًا، إنّه بابٌ يفتح على المُطلَق،

وعلى الحياة الأخرى الأكثر إدهاشًا وغموضًا وسحرًا.

إنّه بابٌ يفصل بين حياتين، بين حياة تافهة ساذجة،

وبين حياة جادّة نابهة. لكأنّ الباب هو البرزخ بين هاتين الحياتين،

وعليه فإنّه من اللائق أن تخلع عنك تفاهتك قبل أنْ تخطو الخُطوة الأولى عبر هذه البوّابة،

وتلبس لِباس الرّهبان المقيمين في حضرة الصلوات الطاهرات”. “

لم نكنْ نخترق جدران السّجن السّميكة بوسيلة أفضل من القراءة والتّجوال في عقول الآخرين،

لكنّ الكتاب؛

السّلاح الأخطر في مواجهة الطّغيان،

والسّلاح الأقوى في قمْعنا كذلك،

ظلّ يراوح في الفضاء فيما بيننا وبين الجلاّدين، إذا أفلتَ من أيديهم سقط في أيدينا،

فكأنّما سقط من السّماء، فنتلقّفه كأنّه وحيٌ مُقدّس، فيطوف بيننا جميعًا فنقرؤه،

وحينَ يتأخّر سقوط كتابٍ آخر من السّماء،

كُنّا نعمد إلى حِفظِ فقراتٍ من الكتاب السّابق دون أنْ ندري لماذ

السابق
لمحة عن شخصية أندريه جيد
التالي
بحث عن الصراع المستمر

اترك تعليقاً