شخصيات

من وضع علم النحو ومعلومات عن حياته وسيرته

المحتويات

من وضع علم النحو ومعلومات عن حياته وسيرته

 

 

من وضع علم النحو ومعلومات عن حياته وسيرته, واضع علم النحو هو النحوي المشهور أبو الأسود الدؤلي مؤسس هذا العلم الشريف، وقد وُلِدَ أبو الأسود في زمان الجاهلية، وقد أسلم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مصاحبًا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد معه بعض المعارك، وكان من أكمل الناس خلقًا، وأبو الأسود من الشخصيات المعروفة والمرموقة في تاريخ الإسلام من الكثير من الوجوه، فهو واحد من الفقهاء المعروفين والشعراء المرموقين والنحويين الأوائل.

كان الدؤلي من أكمل الناس عقلًا ورأيًا، وكان أول واضع ومؤسس لعلم النحو،

وفي كثير من الأقوال أنه أول من قام بنقط المصحف الشريف، كما أن له أقوال جميلة وجيدة في الشعر.

ونحن في هذا الموضوع من وضع علم النحو وما هي سيرته، نتعرض إلى سيرة

هذا الرجل الكبير الذي ملأ الدنيا باسمه وشهرته ذائعة الصيت التي أرساها له تميزه في علم النحو ووضعه الأسس له.

نسبه:

هو أبو الأسود بن ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني،

وأمه تدعى الطويلة من بني عبد الدار، وقد ولِدَ الدؤلي في الجهالية،

وقد أسلم في عصر النبوة، وفي نسبه واسمه اختلاف كبير، وقد كان الدؤلي

من أعيان التابعين وساداتهم، وقد صحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه

، وشهد معه معركة صفين، وكان الرجل معدودًا بين الفقهاء والأمراء والأعيان

والفرسان والشعراء، وله أشعار جيدة، وأشهرها قوله: لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم.

حياته:

عاش الدؤلي في البصرة في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه،

وقد ولي إمارة البصرة في زمان علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه،

حيث قام باستخلافه على البصرة عبد الله بن عباس، ولم يزل الدؤلي في الإمارة

حتى قتِلَ علي رضي الله عنه، وحين تم الأمر لمعاوية رضي الله تعالى عنه، ذهب إليه الدؤلي وبالغ معاوية رضي الله عنه في إكرامه وحسن استضافته.

تأسيس علم النحو:

من المعروف أن أبا الأسود هو أول واضع لأسس علم النحو، وقد قيل: إن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، قد وضع له الكلام كله في ثلاثة أنواع: اسم وفعل وحرف، ثم قام برفعه إليه، وقال له علي رضي الله عنه: تمم على هذا.

وقد تنوعت الروايات في سبب وضعه لعلم النحو، وقد قيل: أتى أبو الأسود إلى الصحابي الجليل عبد الله بن عباس تعالى عنهما، فقال له أبو الأسود: إني أرى ألسنة العرب قد فسدت، فأردت أن أضع لهم شيئًا يقوِّمون به ألسنتهم، فقال له ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لعلك تريد النحو، أما إنه حق، ونصحه بالاستعانة بصورة يوسف.

وقيل في ذلك أيضًا: إن واحدة من بناته قالت له ذات يوم: يا أتب، ما أحسن المساءِ، حيث قامت برفع (أحسن) وجرَّت (السماء)، فقال لها أبو الأسود، يا بنية، نجومها، فقالت له البنت: إني لم أرِد ذلك: أي شيء فيها أحسن، إنما كنت أتعجب من حسن السماء، فقال لها أبو الأسود: إذن فقولي: ما أحسنَ السماءَ!

وقد وضع أبو الأسود منذ ذلك الحين نبذة عن علم النحو، فقيل له: من أين لك بذلك العلم؟ فقال إنه تلقى حدوده ورسومه من علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

وفاته:

مات الدؤلي رحمه الله في البصرة في مرض الطاعون في عام 69 من الهجرة، وكان عمره في ذلك الوقت خمسن وثمانون عامًا، وقد قيل: إنه مات في خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه، وقد كانت خلافة عمر بن عبد العزيز مبتدئة من صفر في عام 99.

بلاغة الدؤلي
من أشعار الدؤلي

كان هذا ختام موضوعنا حول من وضع علم النحو وما هي سيرته، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المعلومات التاريخية المهمة حول هذا الرجل الشهير العلامة النحو مؤسس علم النحو أبو الأسود الدؤلي، وقد مر بنا أنه كان من الشعراء البارزين والفقهاء المشهود لهم والنحويين الكبار، فكانت شهرته الأبرز في علم النحو، وقد كان رحمه الله من الملمين بكثير من العلوم، وقد توفي في زمن الطاعون في سنة تسع وستين من الهجرة، رحمه الله رحمة واسعة.

السابق
ما هو نخاع العظم .. خلاياه وأمراضه وكيفية زراعته
التالي
محمد علي كلاي ملاكم القرن العشرين

اترك تعليقاً