شخصيات

نفرتيتي.. هل يعرف العالم أخيرا أين ترقد ملكة الجمال؟

ا يتعلق الأمر بجميلة الجميلات والمرأة القوية نفرتيتي، ثار المصريون من أجل ملكتهم القديمة إن شوهت بنحت أو رسم أو صورة. فهل هذا وقت الفرح؟ مؤخرا استخدم فريق بحث بريطاني المسح الرقمي والليزر للتوصل إلى اكتشاف باب سري في غرفة الفرعون الذهبي توت عنخ أمون. ويعتقد قائد الفريق نيكولاس ريفز، حسب مقال نشرته للمرة الأولى صحيفة ديلي ميل، أن هذا الباب ربما يوصل إلى المستقر الأخير للملكة القديمة، التي يستمر البحث عن مقبرتها منذ عشرات السنين. تنتمي نفرتيتي للأسرة الـ18 وعاشت في القرن الـ14 قبل الميلاد، وهي تحظى بأهمية في مصر والعالم لا تتمتع بها أي ملكة أخرى، فهي زوجة إله التوحيد امنحتوب الرابع (أخناتون) والأم (أو زوجة الأب) للفرعون الذهبي توت عنخ أمون الذي ساعدته على تولي الحكم. ساندت نفرتيتي زوجها في جهوده نحو الإصلاح الديني والاجتماعي ثم انتقلت معه إلى أخيتاتون أو تل العمارنة التي اختارها عاصمة جديدة للدولة الفرعونية خلال الثورة الدينية والسياسية من أجل عبادة إله واحد والتخلص من سطوة وفساد الكهنة في طيبة. وخلال حكمه غيرت اسمها بحب عقيدتها إلى نفرتيتي ويعني "آتون يشرق لأن الجميلة قد أتت"، أو "الجميلة جاءت"، وأتون هو قرص الشمس الذي نصبت نفسها وزوجها وسيطا بينه وبين الشعب لعبادته. من ألقابها الزوجة الملكة العظيمة، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى زوجة فرعون مصر. وعندما توفيت إحدى بنات نفرتيتي، وهى ميكيت أتون، صور حزن الزوجين عليها في بعض الرسوم الحائطية، واختفت نفرتيتي من البلاط الملكي وحلت ابنتها ميريت أتون محلها، وحصلت على اللقب الفرعوني. التمثال الشهير نفرتيتي مشهورة بالتمثال النصفي لوجهها المصور على قطعة من الحجر الجيري، في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم. تمثال نفرتيتي في برلين تمثال نفرتيتي في برلين ​​عثر على تمثالها عالم المصريات الألماني لودفيغ بورشاردت في السادس من كانون الأول/ديسمبر 1912 في تل العمارنة. كتب في مذكراته عنها "يستحيل الوصف، تجب الرؤية". ولا تزال المحاولات مستمرة للكشف عن سر جمال وجاذبية نفرتيتي بالفحص بالأشعة وبالتصوير المقطعي لقطعة كاملة الأوصاف تعبر عن الفن اليدوي المصري القديم. يقال إن المكتشف هو من هربه التمثال إلى ألمانيا، ويحتفظ المتحف المصري في برلين بالتمثال المصنوع من الحجر الجيري، الذي يقال إنه تعرض لعدة عمليات تجميل، بناء على رغبة زوجها. ويقول علماء إن نفرتيتي كانت جميلة من دون حاجة التمثال إلى ترقيع، لكن المسوح تظهر حدوث تصحيح عند العين والفم. نسخة طبق الأصل من تمثال نفتريتي في ألمانيا نسخة طبق الأصل من تمثال نفتريتي في ألمانيا ​​التمثال الآخر يوجد في المتحف المصري وسط القاهرة وهو مصنوع من الكوارتزيت الأحمر ومزين بلمسات من المداد وهو لا يقل في دقة الصنع عن الرأس الموجودة ببرلين لكنه أقل شهرة. لكن أين مومياء نفرتيتي؟ عثر العلماء في القرن الـ19 على ثلاث مومياوات في الغرفة السرية لمقبرة أخناتون، واحدة لرجل واثتنين لسيدتين، وأجرت الدراسة عليهما حتى عام 2002 عندما أعلنت الباحثة البريطانية جوان فليشتر أن إحداها هي للملكة نفرتيتي، ووصفت الاكتشاف "بأنه الأروع في حياتها". كانت فليشتر مقتنعة بأن المومياء عائدة لنفرتيتي بسبب الجودة العالية للتحنيط والتشابه التشريحي مع أوصاف الملكة. لكن خبراء ومسؤولين مصريين شككوا في هذا البحث، ومن بينهم العالم والوزير المصري السابق زاهي حواس الذي رجح أن المومياء المكتشفة هي لفتاة لا يزيد عمرها عن 20 عاما، في حين أن الملكة نفرتيتي كانت أكبر سنا. اهتمام مصري وتحدثت وسائل إعلام مصرية ودولية عن البحث الأخير لنيكولاس ريفز، ودفعت أهميته وزير الآثار ممدوح الدماطي إلى الإعلان أنه سيتواصل مع العالم لمعرفة تفاصيل أدق. ونشرت صحيفة الأهرام المصرية حوارا مطولا مع ريفز، أكد فيه أنه دخل مقبرة توت عنخ أمون بنفسه، وأن الصور الجديدة تقدم معلومات فريدة من نوعها. يقول إن الشركة المنفذة صورت الرسومات على جدران المقبرة بجودة عالية جدا ونفذت مسحا رقميا للجدران لاكتشاف أدق التفاصيل المعمارية التي تكونت منها الجدران والتي لا ترى بالعين المجردة. ما أثار شكوكه حول وجود مقبرة خلف مقبرة توت عنخ أمون وجود خطوط رأسية على الجدار الغربي ظهرت وكأنها ترسم الخطوط العريضة لباب أو مدخل. واكتشف أن هذا الباب تتوافق أبعاده مع أبعاد الغرفة الإضافية التابعة لغرفة دفن توت عنخ أمون. ويؤكد "لا يمكن أن يكون هذا محض مصادفة".​​ ​​ حتشبسوت دليلا في الجدار الشمالي للمقبرة، وجدت آثار مشابهة بحجم أكبر، وتوصل ريفز إلى أن الغرفة الداخلية وغرفة دفن الملك صممتا في البداية في شكل ممر طويل يصل لما بعد الجدار الشمالي، ومن المتعارف عليه أن وجود ممر بهذا الشكل يميل إلى جهة اليمين داخل المقبرة يعني أن هذه المقبرة خاصة بملكة، كما هو الحال في مقبرة حتشبسوت. أما مقابر الملوك فتميل الممرات بها إلى الجهة اليسرى.​​ ​​ ويقول إن "المقبرة لابد أنها صممت لملكة عظيمة شاركت في الحكم مثل نفرتيتي". يرفض العالم نظرية العثور على مقبرة داخل مقبرة، لأن هذا الأمر لم يكن دارجا في مقابر الأسرة الـ18 التي تنتمي إليها الملكة، لكن العالم يشير إلى أن امنحتوب الثالث جهز غرفتين حول غرفة الدفن الرئيسية. أما عدم وجود اسمها منقوشا على المقبرة، فيعتقد العالم أن الاسم الذى استخدمته نفرتيتي وهى تحكم وهو "سمنخ كا رع" كان في الأصل مكتوبا على الجدار الشمالي للمقبرة، و لكن عندما تم طلاء خلفية النقش الأبيض باللون الأصفر خلال دفن توت عنخ آمون طمس الاسم باللون الجديد. ولماذا لم يدرك مكتشف مقبرة عنخ أمون ذلك؟ يقول الباحث إن هوارد كارتر لم ير أسطح الجدران كما نستطيع أن نراها اليوم بالتقنيات الحديثة التي تتيح رؤية طبيعة الجدران من دون النقوش المرسومة عليها. لو ثبتت نظريته، سيصبح هذا، كما يقول، "حدثا استثنائيا تفوق أهميته اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون" قبل عشرات السنين وسيكون حلقة جديدة في قصة الملك ستثير اهتمام العالم أجمع. تقول أستاذة علم الآثار المصرية في جامعة مانشستر جويس تيلديسلي، في حوار مع مجلة تايمز إنها لن تتفاجأ لو ثبت بالدليل القاطع وجود غرف أخرى في المقبرة وإنما المفاجأة لها هي أن نكتشف أن المقبرة بنيت خصيصا من أجل نفرتيتي. نفرتيتي، جميلة الجميلات، موجودة في كل مكان في مصر وتاريخها: في النقوش والرسومات وفي التظاهر من أجل المرأة.

نفرتيتي.. هل يعرف العالم أخيرا أين ترقد ملكة الجمال؟

 

ا يتعلق الأمر بجميلة الجميلات والمرأة القوية نفرتيتي، ثار المصريون من أجل ملكتهم القديمة إن شوهت بنحت أو رسم أو صورة. فهل هذا وقت الفرح؟ مؤخرا استخدم فريق بحث بريطاني المسح الرقمي والليزر للتوصل إلى اكتشاف باب سري في غرفة الفرعون الذهبي توت عنخ أمون. ويعتقد قائد الفريق نيكولاس ريفز، حسب مقال نشرته للمرة الأولى صحيفة ديلي ميل، أن هذا الباب ربما يوصل إلى المستقر الأخير للملكة القديمة، التي يستمر البحث عن مقبرتها منذ عشرات السنين. تنتمي نفرتيتي للأسرة الـ18 وعاشت في القرن الـ14 قبل الميلاد، وهي تحظى بأهمية في مصر والعالم لا تتمتع بها أي ملكة أخرى، فهي زوجة إله التوحيد امنحتوب الرابع (أخناتون) والأم (أو زوجة الأب) للفرعون الذهبي توت عنخ أمون الذي ساعدته على تولي الحكم. ساندت نفرتيتي زوجها في جهوده نحو الإصلاح الديني والاجتماعي ثم انتقلت معه إلى أخيتاتون أو تل العمارنة التي اختارها عاصمة جديدة للدولة الفرعونية خلال الثورة الدينية والسياسية من أجل عبادة إله واحد والتخلص من سطوة وفساد الكهنة في طيبة. وخلال حكمه غيرت اسمها بحب عقيدتها إلى نفرتيتي ويعني "آتون يشرق لأن الجميلة قد أتت"، أو "الجميلة جاءت"، وأتون هو قرص الشمس الذي نصبت نفسها وزوجها وسيطا بينه وبين الشعب لعبادته. من ألقابها الزوجة الملكة العظيمة، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى زوجة فرعون مصر. وعندما توفيت إحدى بنات نفرتيتي، وهى ميكيت أتون، صور حزن الزوجين عليها في بعض الرسوم الحائطية، واختفت نفرتيتي من البلاط الملكي وحلت ابنتها ميريت أتون محلها، وحصلت على اللقب الفرعوني. التمثال الشهير نفرتيتي مشهورة بالتمثال النصفي لوجهها المصور على قطعة من الحجر الجيري، في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم. تمثال نفرتيتي في برلين تمثال نفرتيتي في برلين ​​عثر على تمثالها عالم المصريات الألماني لودفيغ بورشاردت في السادس من كانون الأول/ديسمبر 1912 في تل العمارنة. كتب في مذكراته عنها "يستحيل الوصف، تجب الرؤية". ولا تزال المحاولات مستمرة للكشف عن سر جمال وجاذبية نفرتيتي بالفحص بالأشعة وبالتصوير المقطعي لقطعة كاملة الأوصاف تعبر عن الفن اليدوي المصري القديم. يقال إن المكتشف هو من هربه التمثال إلى ألمانيا، ويحتفظ المتحف المصري في برلين بالتمثال المصنوع من الحجر الجيري، الذي يقال إنه تعرض لعدة عمليات تجميل، بناء على رغبة زوجها. ويقول علماء إن نفرتيتي كانت جميلة من دون حاجة التمثال إلى ترقيع، لكن المسوح تظهر حدوث تصحيح عند العين والفم. نسخة طبق الأصل من تمثال نفتريتي في ألمانيا نسخة طبق الأصل من تمثال نفتريتي في ألمانيا ​​التمثال الآخر يوجد في المتحف المصري وسط القاهرة وهو مصنوع من الكوارتزيت الأحمر ومزين بلمسات من المداد وهو لا يقل في دقة الصنع عن الرأس الموجودة ببرلين لكنه أقل شهرة. لكن أين مومياء نفرتيتي؟ عثر العلماء في القرن الـ19 على ثلاث مومياوات في الغرفة السرية لمقبرة أخناتون، واحدة لرجل واثتنين لسيدتين، وأجرت الدراسة عليهما حتى عام 2002 عندما أعلنت الباحثة البريطانية جوان فليشتر أن إحداها هي للملكة نفرتيتي، ووصفت الاكتشاف "بأنه الأروع في حياتها". كانت فليشتر مقتنعة بأن المومياء عائدة لنفرتيتي بسبب الجودة العالية للتحنيط والتشابه التشريحي مع أوصاف الملكة. لكن خبراء ومسؤولين مصريين شككوا في هذا البحث، ومن بينهم العالم والوزير المصري السابق زاهي حواس الذي رجح أن المومياء المكتشفة هي لفتاة لا يزيد عمرها عن 20 عاما، في حين أن الملكة نفرتيتي كانت أكبر سنا. اهتمام مصري وتحدثت وسائل إعلام مصرية ودولية عن البحث الأخير لنيكولاس ريفز، ودفعت أهميته وزير الآثار ممدوح الدماطي إلى الإعلان أنه سيتواصل مع العالم لمعرفة تفاصيل أدق. ونشرت صحيفة الأهرام المصرية حوارا مطولا مع ريفز، أكد فيه أنه دخل مقبرة توت عنخ أمون بنفسه، وأن الصور الجديدة تقدم معلومات فريدة من نوعها. يقول إن الشركة المنفذة صورت الرسومات على جدران المقبرة بجودة عالية جدا ونفذت مسحا رقميا للجدران لاكتشاف أدق التفاصيل المعمارية التي تكونت منها الجدران والتي لا ترى بالعين المجردة. ما أثار شكوكه حول وجود مقبرة خلف مقبرة توت عنخ أمون وجود خطوط رأسية على الجدار الغربي ظهرت وكأنها ترسم الخطوط العريضة لباب أو مدخل. واكتشف أن هذا الباب تتوافق أبعاده مع أبعاد الغرفة الإضافية التابعة لغرفة دفن توت عنخ أمون. ويؤكد "لا يمكن أن يكون هذا محض مصادفة".​​ ​​ حتشبسوت دليلا في الجدار الشمالي للمقبرة، وجدت آثار مشابهة بحجم أكبر، وتوصل ريفز إلى أن الغرفة الداخلية وغرفة دفن الملك صممتا في البداية في شكل ممر طويل يصل لما بعد الجدار الشمالي، ومن المتعارف عليه أن وجود ممر بهذا الشكل يميل إلى جهة اليمين داخل المقبرة يعني أن هذه المقبرة خاصة بملكة، كما هو الحال في مقبرة حتشبسوت. أما مقابر الملوك فتميل الممرات بها إلى الجهة اليسرى.​​ ​​ ويقول إن "المقبرة لابد أنها صممت لملكة عظيمة شاركت في الحكم مثل نفرتيتي". يرفض العالم نظرية العثور على مقبرة داخل مقبرة، لأن هذا الأمر لم يكن دارجا في مقابر الأسرة الـ18 التي تنتمي إليها الملكة، لكن العالم يشير إلى أن امنحتوب الثالث جهز غرفتين حول غرفة الدفن الرئيسية. أما عدم وجود اسمها منقوشا على المقبرة، فيعتقد العالم أن الاسم الذى استخدمته نفرتيتي وهى تحكم وهو "سمنخ كا رع" كان في الأصل مكتوبا على الجدار الشمالي للمقبرة، و لكن عندما تم طلاء خلفية النقش الأبيض باللون الأصفر خلال دفن توت عنخ آمون طمس الاسم باللون الجديد. ولماذا لم يدرك مكتشف مقبرة عنخ أمون ذلك؟ يقول الباحث إن هوارد كارتر لم ير أسطح الجدران كما نستطيع أن نراها اليوم بالتقنيات الحديثة التي تتيح رؤية طبيعة الجدران من دون النقوش المرسومة عليها. لو ثبتت نظريته، سيصبح هذا، كما يقول، "حدثا استثنائيا تفوق أهميته اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون" قبل عشرات السنين وسيكون حلقة جديدة في قصة الملك ستثير اهتمام العالم أجمع. تقول أستاذة علم الآثار المصرية في جامعة مانشستر جويس تيلديسلي، في حوار مع مجلة تايمز إنها لن تتفاجأ لو ثبت بالدليل القاطع وجود غرف أخرى في المقبرة وإنما المفاجأة لها هي أن نكتشف أن المقبرة بنيت خصيصا من أجل نفرتيتي. نفرتيتي، جميلة الجميلات، موجودة في كل مكان في مصر وتاريخها: في النقوش والرسومات وفي التظاهر من أجل المرأة.

عندما يتعلق الأمر بجميلة الجميلات والمرأة القوية نفرتيتي، ثار المصريون من أجل ملكتهم القديمة إن شوهت بنحت أو رسم أو صورة.

فهل هذا وقت الفرح؟

مؤخرا استخدم فريق بحث بريطاني المسح الرقمي والليزر للتوصل إلى اكتشاف باب سري في غرفة الفرعون الذهبي توت عنخ أمون.

ويعتقد قائد الفريق نيكولاس ريفز، حسب مقال نشرته للمرة الأولى صحيفة ديلي ميل، أن هذا الباب ربما يوصل إلى المستقر الأخير للملكة القديمة، التي يستمر البحث عن مقبرتها منذ عشرات السنين.

تنتمي نفرتيتي للأسرة الـ18 وعاشت في القرن الـ14 قبل الميلاد، وهي تحظى بأهمية في مصر والعالم لا تتمتع بها أي ملكة أخرى، فهي زوجة إله التوحيد امنحتوب الرابع (أخناتون) والأم (أو زوجة الأب) للفرعون الذهبي توت عنخ أمون الذي ساعدته على تولي الحكم.

ساندت نفرتيتي زوجها في جهوده نحو الإصلاح الديني والاجتماعي ثم انتقلت معه إلى أخيتاتون أو تل العمارنة التي اختارها عاصمة جديدة للدولة الفرعونية خلال الثورة الدينية والسياسية من أجل عبادة إله واحد والتخلص من سطوة وفساد الكهنة في طيبة.

وخلال حكمه غيرت اسمها بحب عقيدتها إلى نفرتيتي ويعني “آتون يشرق لأن الجميلة قد أتت”، أو “الجميلة جاءت”، وأتون هو قرص الشمس الذي نصبت نفسها وزوجها وسيطا بينه وبين الشعب لعبادته.

من ألقابها الزوجة الملكة العظيمة، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى زوجة فرعون مصر.

وعندما توفيت إحدى بنات نفرتيتي، وهى ميكيت أتون، صور حزن الزوجين عليها في بعض الرسوم الحائطية، واختفت نفرتيتي من البلاط الملكي وحلت ابنتها ميريت أتون محلها، وحصلت على اللقب الفرعوني.

التمثال الشهير

نفرتيتي مشهورة بالتمثال النصفي لوجهها المصور على قطعة من الحجر الجيري، في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم.

 

 

​​عثر على تمثالها عالم المصريات الألماني لودفيغ بورشاردت في السادس من كانون الأول/ديسمبر 1912 في تل العمارنة. كتب في مذكراته عنها “يستحيل الوصف، تجب الرؤية”.

ولا تزال المحاولات مستمرة للكشف عن سر جمال وجاذبية نفرتيتي بالفحص بالأشعة وبالتصوير المقطعي لقطعة كاملة الأوصاف تعبر عن الفن اليدوي المصري القديم.

يقال إن المكتشف هو من هربه التمثال إلى ألمانيا، ويحتفظ المتحف المصري في برلين بالتمثال المصنوع من الحجر الجيري، الذي يقال إنه تعرض لعدة عمليات تجميل، بناء على رغبة زوجها. ويقول علماء إن نفرتيتي كانت جميلة من دون حاجة التمثال إلى ترقيع، لكن المسوح تظهر حدوث تصحيح عند العين والفم.

​​التمثال الآخر يوجد في المتحف المصري وسط القاهرة وهو مصنوع من الكوارتزيت الأحمر ومزين بلمسات من المداد وهو لا يقل في دقة الصنع عن الرأس الموجودة ببرلين لكنه أقل شهرة.

لكن أين مومياء نفرتيتي؟

عثر العلماء في القرن الـ19 على ثلاث مومياوات في الغرفة السرية لمقبرة أخناتون، واحدة لرجل واثتنين لسيدتين، وأجرت الدراسة عليهما حتى عام 2002 عندما أعلنت الباحثة البريطانية جوان فليشتر أن إحداها هي للملكة نفرتيتي، ووصفت الاكتشاف “بأنه الأروع في حياتها”.

كانت فليشتر مقتنعة بأن المومياء عائدة لنفرتيتي بسبب الجودة العالية للتحنيط والتشابه التشريحي مع أوصاف الملكة.

لكن خبراء ومسؤولين مصريين شككوا في هذا البحث، ومن بينهم العالم والوزير المصري السابق زاهي حواس الذي رجح أن المومياء المكتشفة هي لفتاة لا يزيد عمرها عن 20 عاما، في حين أن الملكة نفرتيتي كانت أكبر سنا.

اهتمام مصري

وتحدثت وسائل إعلام مصرية ودولية عن البحث الأخير لنيكولاس ريفز، ودفعت أهميته وزير الآثار ممدوح الدماطي إلى الإعلان أنه سيتواصل مع العالم لمعرفة تفاصيل أدق.

ونشرت صحيفة الأهرام المصرية حوارا مطولا مع ريفز، أكد فيه أنه دخل مقبرة توت عنخ أمون بنفسه، وأن الصور الجديدة تقدم معلومات فريدة من نوعها.

يقول إن الشركة المنفذة صورت الرسومات على جدران المقبرة بجودة عالية جدا ونفذت مسحا رقميا للجدران لاكتشاف أدق التفاصيل المعمارية التي تكونت منها الجدران والتي لا ترى بالعين المجردة.

ما أثار شكوكه حول وجود مقبرة خلف مقبرة توت عنخ أمون وجود خطوط رأسية على الجدار الغربي ظهرت وكأنها ترسم الخطوط العريضة لباب أو مدخل. واكتشف أن هذا الباب تتوافق أبعاده مع أبعاد الغرفة الإضافية التابعة لغرفة دفن توت عنخ أمون. ويؤكد “لا يمكن أن يكون هذا محض مصادفة”.​​

 

حتشبسوت دليلا

في الجدار الشمالي للمقبرة، وجدت آثار مشابهة بحجم أكبر، وتوصل ريفز إلى أن الغرفة الداخلية وغرفة دفن الملك صممتا في البداية في شكل ممر طويل يصل لما بعد الجدار الشمالي، ومن المتعارف عليه أن وجود ممر بهذا الشكل يميل إلى جهة اليمين داخل المقبرة يعني أن هذه المقبرة خاصة بملكة، كما هو الحال في مقبرة حتشبسوت. أما مقابر الملوك فتميل الممرات بها إلى الجهة اليسرى.​​

 

ويقول إن “المقبرة لابد أنها صممت لملكة عظيمة شاركت في الحكم مثل نفرتيتي”.

يرفض العالم نظرية العثور على مقبرة داخل مقبرة، لأن هذا الأمر لم يكن دارجا في مقابر الأسرة الـ18 التي تنتمي إليها الملكة، لكن العالم يشير إلى أن امنحتوب الثالث جهز غرفتين حول غرفة الدفن الرئيسية.

أما عدم وجود اسمها منقوشا على المقبرة، فيعتقد العالم أن الاسم الذى استخدمته نفرتيتي وهى تحكم وهو “سمنخ كا رع” كان في الأصل مكتوبا على الجدار الشمالي للمقبرة، و لكن عندما تم طلاء خلفية النقش الأبيض باللون الأصفر خلال دفن توت عنخ آمون طمس الاسم باللون الجديد.

ولماذا لم يدرك مكتشف مقبرة عنخ أمون ذلك؟

يقول الباحث إن هوارد كارتر لم ير أسطح الجدران كما نستطيع أن نراها اليوم بالتقنيات الحديثة التي تتيح رؤية طبيعة الجدران من دون النقوش المرسومة عليها.

لو ثبتت نظريته، سيصبح هذا، كما يقول، “حدثا استثنائيا تفوق أهميته اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون” قبل عشرات السنين وسيكون حلقة جديدة في قصة الملك ستثير اهتمام العالم أجمع.

تقول أستاذة علم الآثار المصرية في جامعة مانشستر جويس تيلديسلي، في حوار مع مجلة تايمز إنها لن تتفاجأ لو ثبت بالدليل القاطع وجود غرف أخرى في المقبرة وإنما المفاجأة لها هي أن نكتشف أن المقبرة بنيت خصيصا من أجل نفرتيتي.

نفرتيتي، جميلة الجميلات، موجودة في كل مكان في مصر وتاريخها: في النقوش والرسومات وفي التظاهر من أجل المرأة.

 

 

السابق
المهرجان الأفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو
التالي
نيرون روما الإمبراطور الروماني الخامس والأخير

اترك تعليقاً